حكم العمل في الخياطة وزكاة أجرتها

السؤال:

من المستمعة السائلة أم رزاق تقول في رسالتها: إنني ربة بيت، وشغلي أخيط ملابس نسائية، وملابس أطفال، والأجرة التي أقتضيها أصرفها على البيت والأولاد؛ لأن زوجي حالته متواضعة، هل علي زكاة وإني أخيط منذ عشر سنوات، لكن لم أجمع مال أصرفه أولًا بأول؟

أرشدوني أثابكم الله، وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

أنت مأجورة، جزاك الله خيرًا للمساعدة لزوجك، والقيام على أولادك وهذا العمل طيب؛ لقول النبي ﷺ لما سئل: أي الكسب أطيب؟ قال: عمل الرجل بيده، وكل بيع مبرور، وهذا من عمل اليد، الخياطة من عمل اليد، وفي الحديث الصحيح يقول -عليه الصلاة والسلام-: ما أكل أحد طعامًا خيرًا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود -عليه الصلاة والسلام- كان يأكل من عمل يده هذا العمل طيب، وأنت مأجورة في عملك، وعليك أن تنصحي في الخياطة، وعليك أن تتقي الله في الخياطة، وتنصحي، وأنت مأجورة بذلك والكسب طيب، ولا حرج في ذلك، وأنت في إحسانك إلى زوجك وإلى أولادك أنت مأجورة في ذلك.

فالخلاصة: أن الخياطة والنجارة والحدادة والكتابة كلها مكاسب طيبة.

هكذا التجارة إذا نصح المؤمن في ذلك، ولم يخن، ولم يكذب، تحرى النصيحة وأداء الأمانة، وعدم الكذب، وعدم الغش فهو مأجور والكسب طيب، أما إذا دخلها الخيانة والكذب، هذا لا يجوز نسأل الله العافية، والله يقول -جل وعلا-: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ [الأنفال:27] ويقول النبي ﷺ في البيعين، البائع والمشتري: فإن صدقا وبينا، بورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما.

فالمهم في أعمال اليد النصح، والجد وعدم الغش، وعدم الخيانة، وبذلك تكون المكاسب طيبة في البيع والشراء، والخياطة، والنجارة، والحدادة، وغير ذلك، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا.

فتاوى ذات صلة