حكم من ترك الصيام في رمضان بحجة الأعمال الشاقة

السؤال:

رسالة وصلت إلى البرنامج من الأخ المستمع نور الدين آدم من الجمهورية العربية السورية محافظة الحسكة، قرية هلالية، يقول في رسالته: أنا شاب في السابعة عشرة من العمر، أصلي وأقرأ القرآن، وأبتعد عما هو شر وآثام، ولكن مشكلتي عندما يحين وقت رمضان لا أصوم الشهر؛ وذلك لأنني أعمل أعمالًا شاقة، ولا سيما في أيام الصيف، فهل يجوز لي أن أصوم في أوقات أخرى؟ أو ماذا علي أن أفعل؟أرشدوني جزاكم الله خيرًا. 

الجواب:

عليك القضاء مع التوبة، تقضي الصيام، وتتوب إلى الله -جل وعلا- وفي المستقبل تصوم مع الناس، وتترك العمل الذي يشق عليك، تعمل أعمالًا لا تشق عليك مع الصوم، فإذا كنت لا تستطيع إلا بترك العمل؛ فاترك العمل، وادخر لرمضان ما يكفيك في رمضان من أعمالك التي في شعبان وقبله، ادخر من نقودك وأجورك التي تحصل لك في شعبان ورجب، وما قبلهما، ادخر منها ما يعينك على صيام رمضان، أو رتب نفسك على عمل لا يشق عليك، وتمكن معه من الصيام، أما التساهل، والحرص على الدنيا، والأعمال الشاقة، وتترك الصوم؛ هذا لا يجوز لك. 

فاتق الله ما استطعت، اعمل عملًا قليلًا إذا كنت محتاجًا إليه ليس فيه ما يمنعك من الصوم، وإلا فادخر من أعمالك التي قبل رمضان، ادخر من أجورها ما يعينك على الفراغ للصيام مع المسلمين، نسأل الله لنا ولك الهداية، والتوفيق، نعم.

المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرًا! سماحة الشيخ الذين يفتون العمال، والذين يعملون أعمالًا شاقة بجواز الفطر في رمضان، هل هم على حق؟

الشيخ: لا نعلم لهذا أصلًا أقول ليس له أصل، الواجب أنهم يعملون بقدر الطاقة، وإذا كان لابد من عمل؛ فليؤجلوا العمل إلى بعد رمضان، ويدخروا من أعمالهم السابقة ما يعينهم على صيام رمضان، فالتساهل في هذا شره عظيم، وعاقبته وخيمة. 

فالواجب عدم التساهل في هذا الأمر، ولكن إذا تيسر له عمل يستطيع معه الصوم؛ فلا حرج في العمل في رمضان ويصوم، أما إذا كان لابد من الفطر؛ فليترك العمل الذي يلجئه إلى الفطر، وليستعن بالله على صومه بما عنده من المال السابق. نعم.

المقدم: بارك الله فيكم. 

فتاوى ذات صلة