أفضلية صيام المسلمين كلهم في يوم واحد

السؤال:

شيخ عبد العزيز ! تفضلتم وقلتم: إنه لو صام المسلمون كلهم جميعًا في يوم واحد لكان أفضل، هناك فارق في التوقيت سماحة الشيخ لا يقل عن سبع ساعات بين شرق الكرة الأرضية وغربها؟

الجواب:

لا يضر، لا يضر، اختلاف المطالع لا يضر، على الصحيح لا يضر، وإن اعتبره بعض أهل العلم وقالوا: إنه يعتبر، لكنه في الحقيقة والصواب أنه لا يمنع أن يصوموا جميعًا، ولو اختلفت المطالع كما بيننا وبين إفريقيا ومصر ونحو ذلك، وكما بيننا وبين أوروبا وأمريكا ونحو ذلك.

لكن قال بعضهم: إنه إذا بعد جدًا وصار النهار ليلًا، والليل نهارًا، فلهذا البعد يكون لهم رؤيتهم، هؤلاء البعيدون يكون لهم رؤيتهم؛ لأنهم لم يشتركوا معنا في الليل، هذا له وجه، ذكره ابن عبد البر رحمه الله وجماعة، ولو صاموا مع غيرهم، ولو بجزء قليل من الليل كفى ذلك، والحمد لله لعموم الأدلة، فلو مثلًا طلع عليهم الليل في آخر الليل عندنا، فهم معنا في اليوم الذي يصبحون عليه، ولا بأس، وإذا صاموا برؤيتنا فلا حرج في ذلك، وإذا صمنا برؤية من نثق به في البلاد الأخرى فلا بأس، المهم الثقة، فإذا كانت الدولة التي صامت تصوم بالرؤية، ويوثق برؤيتها، وصام الناس برؤيتها فلا بأس.

أما الصوم بالحساب فلا، لا يصام بالحساب عند جميع أهل العلم، حكاه أبو العباس ابن تيمية شيخ الإسلام حكاه إجماع أهل العلم، وقد درس مجلس هيئة كبار العلماء في هذه البلاد هذه المسألة، وأجمع المجلس على أنه لا يصام بالحساب أبدًا كما أجمع عليه العلماء، ورأوا أنه لا مانع من العمل باختلاف الرؤية والمطالع، وأن لكل أهل بلد رؤيتهم؛ لأن هذا أمر فعله المسلمون من قديم، ولم يحفظ أن المسلمين في سنة من السنين اجتمعوا على رؤية واحدة لتباعد الأقطار، فإذا عملت مثلًا السعودية برؤيتها، ومصر برؤيتها، ومثلًا أوروبا و المغرب أو كذا برؤيتهم فلا بأس، لكن إذا تيسر اجتماعهم، واتفاقهم على رؤية واحدة فهذا أفضل وأكمل، وأوفق للأحاديث. نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا. 

فتاوى ذات صلة