وجوب التعريف بضالة الغنم سنة كاملة

السؤال:

من أحد الإخوة المستمعين رسالة ضمنها سؤالًا يقول: انضم إلى أغنامي عشر شياه وبحثت عن صاحبها فلم أجده، ولدت هذه الأغنام بنعاج كثيرة فذبحت من أطرافها هل يجوز لي ذلك أو لا؟

الجواب:

الواجب عليك التعريف سنة كاملة؛ لقول النبي ﷺ: من آوى ضالة فهو ضال ما لم يعرفها رواه مسلم في الصحيح، هذا وعيد شديد، والتعريف سنة: من له النعاج، في مجامع الناس، محلات مجامع الناس على المياه إن كان في البر، أو في البلدان التي حولك كالأسواق التي تجمع الناس بعد الجمعة، أو في أوقات أخرى في الشهر مرتين ثلاث أربع كل شهر تخلي من ينادي عليها.

فإذا مضت السنة ولم يوجد أحد فهي لك ونتاجها لك، نتاجها بعد السنة لك، أما نتاجها في السنة سنة التعريف هي لصاحبها، فإذا عرف أخذها ونتاجها في السنة، أما نتاجها بعدما ملكتها فهو لك، ومتى عرف صاحبها أعطيته الأصل والنتاج الذي وقع في السنة، أما النتاج الذي بعد السنة فهو لك، الذي حملت فيه بعد السنة.

والخلاصة: أن عليك التعريف سنة كاملة في مجامع الناس وإذا كنت في البرية في مجامع الناس على المياه من له النعاج، من له الغنم، حتى يسمع صاحبها الخبر فلعلك تجده، فإذا مضت سنة ولم يوجد فهي لك هي ونتاجها، ومتى وجد صاحبها أخذها وأخذ نتاجها الأول نتاجها الذي في السنة، أما النتاج الذي حملت به بعد السنة بعدما ملكتها فهو لك.

والواجب عليك في هذا التوبة والاستغفار إذا كنت قصرت، وعليك أن تعرف سنة كاملة لعل صاحبها يجدها، فإن لم تفعل فأنت آثم وليست حلالًا لك بل يجب أن تسلمها لولي الأمر، ولي الأمر أمر المسلمين، المحكمة التي حولك حتى تبيعها وتحفظ ثمنها لصاحبها لعله يوجد بعد حين، أو يصرف في مصارف بيت المال المصارف الخيرية من بيت المال؛ لأنك أخطأت في عدم التعريف. نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا، كيف تشرحون حديث رسول الله ﷺ: هي لك أو لأخيك أو للذئب سماحة الشيخ؟

الشيخ: لما سئل عن الشاة قال: هي لك أو لأخيك أو للذئب يعني: خذها، قال: خذها هو يأخذها لكن يعرفها لا يتركها يأكلها الذئب ولكن يأخذها ويعرفها؛ لقوله ﷺ: من آوى ضالة فهو ضال الضالة: الحيوان الذي يضل عن صاحبه، والغنم تؤخذ، أما الإبل لا تؤخذ، الإبل تدافع عن نفسها والبقر لكن الغنم ما تدافع عن نفسها يأكلها الذئب، فالواجب أخذها وتعريفها لا يتركها للذئب.

المقدم: إذًا أخذها للتعريف؟

الشيخ: للتعريف، فإن لم تعرف ملكها بعد ذلك. نعم.

المقدم: بارك الله فيكم، جزاكم الله خيرًا.

فتاوى ذات صلة