كيفية توبة من آذت غيرها من النساء

السؤال:

بعد هذا رسالة وصلت إلى البرنامج من المدينة المنورة باعثتها إحدى الأخوات تقول: أختكم أم حسام من المدينة المنورة، تقول عن نفسها: أنا امرأة من المدينة المنورة، بلغت من العمر خمسًا وأربعين سنة، وقد كبر أولادي وبناتي، وبلغت الرشد، والعقل الكامل -إن شاء الله تعالى- ولكن لي عذر قبل الآن وهو أنني أتدخل فيما لا يعنيني، ولا أريد أحدًا أحسن مني، ولا أستطيع أن ألبس موديلًا من مثل ما يلبسه غيري، وأريد في كل مكان أن تتوجه الأنظار إلي، وقد ربيت بناتي على ذلك، والآن أعترف أنني مخطئة مذنبة، فماذا أعمل من دعاء وصلاة، ومعذرة أن أضبط لساني عن الأذى -جزاكم الله خيرًا- وكيف أعمل مع من آذيتهم، وتكلمت عليهم، أو سببت لهم مشاكل، أرجو أن ترشدوني، وتنصحوني بذلك، وأرجو أن توجهوا نصيحة وإرشادًا لمن مثلي، عسى الله أن يتوب علي، ويتوب عليهم، جزاكم الله كل خير، وأطال بعمركم، مرشدين ناصحين، والسلام عليكم. 

الجواب:

عليك التوبة إلى الله والاستغفار والندم عما فعلت من الأذى مع غيرك، وهكذا غيرك من النساء، أو الرجال الواجب عليه التوبة مما فعل من الأذى؛ لأن الله سبحانه يقول: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا [الأحزاب:58] سواء كان الأذى بالكلام، أو بالفعال.

فالواجب التوبة إلى الله من ذلك، والدعاء لمن آذيتيه، الدعاء له والاستغفار له، وإذا عرفتيه، واستحللتيه؛ فذلك أكمل إذا تيسر الاستحلال، تقولي له: سامحني، اعف عني فقد اغتبتك، قد آذيتك بكذا وكذا، سامحني اعف عني إذا تيسر هذا هو واجب.

أما إذا لم يتيسر؛ لعدم وجود الشخص، أو لعدم معرفته في الوقت الحاضر، أو لأنك تخشين لو أخبرتيه أن تزداد الفتنة ويعظم الشر، فالدعاء له يكفي، والاستغفار له، والترحم عليه، هذا يكفي -إن شاء الله- مع التوبة الصادقة، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم. 

فتاوى ذات صلة