حكم إهمال الأب توجيه أولاده بعد تزويجهم

السؤال:

الأخت (ل. ع. ف) من مدينة القصب بعثت تقول: ما رأيكم يا سماحة الشيخ في الأب الذي يربي أولاده وهم صغار تربية جيدة، ولكن إذا نضجوا، وبلغوا سن الرجولة، وتزوجوا، فإنه يهملهم، ولا يبدي لهم النصح، ولا يتابع أحوالهم، ولا سيما ما يتعلق بحياتهم الإسلامية، هل تنقطع تربية الوالد إلى أن يبلغ الأبناء سن النضج، ويتزوجوا، أم هي متصلة؟ 

الجواب:

بل هي متصلة، والواجب عليه أن يتقي الله في ذلك، وأن يلاحظهم، وأن يوجههم إلى الخير إذا استطاع ذلك، أما إذا لم يستطع بأن كانوا في بلاد أخرى، وهو عاجز لا يصلونه، ولا يتصلون به؛ فإنه يعمل ما يستطيع ولو بالهاتف، ولو بالمكاتبة حسب الطاقة: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16] ولا يجوز له أن يهملهم أبدًا، بل يجب عليه أن يرشدهم ولو بطريق الهاتف، ولو بطريق المكاتبة، ولو بطريق البرقية، أي طريق يستطيعه يفعله، ولا يجوز له إهمالهم؛ لأنهم أولاده، وهو مسؤول عنهم يوم القيامة.

لكن إذا كانوا صغارًا، المسؤولية تكون أشد، وإذا كبروا وانفصلوا عنه، كانت المسؤولية أخف: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16] عليه أن يتقي الله ما استطاع في ذلك، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا. 

فتاوى ذات صلة