حكم ضرب الأخ لتركه الصلاة وعصيان أمه

السؤال:

نعود في بداية هذه الحلقة إلى رسالة الأخت المستمعة (ف. ح. م) المطيري، أختنا عرضنا بعض أسئلتها في حلقة مضت، وفي هذه الحلقة بقي لها عدد من الأسئلة في أحدها تقول: إن لي أخًا يبلغ من العمر عشر سنوات، يتكلم على أمي، ويتلفظ عليها بعبارات غير لائقة؛ لأنها تأمره بالصلاة، وطاعة الله، فأنا أضربه ضربًا شديدًا، وأحيانًا أضربه؛ لأنه لا يذاكر دروسه، أو لأنه يأخذ شيئًا دون أن تعلم به أمي، وأحيانًا أكويه بالنار، فهل أكون آثمة في فعلي هذا؟ جزاكم الله خيرًا. 

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.. أما بعد. 

فأنت جزاك الله خيرًا مأجورة على اجتهادك، وحرصك على صلاحه، وعلى تأدبه مع والدته، وعلى بره لها، ولا حرج عليك في تأديبه، وضربه حتى يستقيم، وحتى يقوم بما يلزم من جهة والدته.

والحاصل: أنك مأجورة في ضربه حتى يصلي، وحتى يذاكر في دروسه، وحتى لا يتكلم على والدته بما لا ينبغي، كل هذا أنت مأجورة عليه، وإذا كان أبوه موجودًا فالواجب على أبيه أن يقوم بهذه المهمة، أو أخوه الكبير حتى يتساعد معك بذلك، وإذا كان أبوه يقوم بالواجب؛ كفى عنك.

فالحاصل: أن الواجب على أبيه إن كان موجودًا، أو أخيه الكبير إن كان موجودًا أن يقوم بذلك، وإن قامت أمه بذلك فلا بأس، وإذا لم تقم به أمه، ولم يقم بذلك أحد غيرك فأنت مأجورة على ذلك، وجزاك الله خيرًا، لكن لا تكويه بالنار، أما الكي بالنار فلا يجوز.

وإذا كان يأخذ شيئًا يسيرًا من المال لحاجة الأطفال فينبغي التسامح بهذا، أما الشيء الذي قد يضر الوالدة، أو قد يعوده السرقة فلا مانع من ضربك له ضربًا خفيفًا، لا تضربيه ضربًا خطيرًا لا في الصلاة، ولا في غيرها، ضربًا خفيفًا يؤلمه، ويردعه، ولكن ليس فيه خطر، بارك الله فيك. نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا. 

فتاوى ذات صلة