حكم الطلاق بالثلاث بكلمة واحدة

السؤال: هذه رسالة وردتنا من بغداد من محافظة ديالا أيضاً من ناحية السعدية بعث بها المرسل نبيل ناظم مزاحم يشكو فيها حالة اجتماعية بينه وبين زوجته، يقول: أنا في الرابعة والعشرين من العمر متزوج ولي طفلان من زوجتي التي هي بنت خالي، وحالتي الاجتماعية جيدة والحمد لله، حدثت مشاجرة بيني وبين زوجتي في بداية زواجنا حيث فقدت أعصابي، علماً أنني مصاب بمرض الكآبة المزمنة، وعلى إثر ذلك بالطريقة غير اعتيادية طلقت زوجتي بالثلاث، كنت في حالة غير طبيعية فعلاً وكنت لا أصلي ولا أعرف من الشريعة الإسلامية وأحكامها شيء ولو بقدر حبة رز والله أعلم، وكنت أتصور الطلاق نوع من التهديد للمرأة لا أكثر ولا أقل وأما اليوم فأنا ملتزم بالفرائض الخمسة المفروضة على المسلمين والحمد لله أصبحت اليوم أعلم كثيراً من أمور الشريعة الإسلامية، رغم كل هذا أرجو من فضيلتكم أن تنظروا بقضيتي هذه، آملاً من الله أن يوفقكم في أعمالكم الخيرة، والله يحفظكم ويرعاكم؟

الجواب: الطلاق بالثلاث بكلمة واحدة فيه خلاف بين أهل العلم، الكثير منهم يراها نافذة وأنها تحرم بها الزوجة حتى تنكح زوجاً آخر ويطأها؛ لما ثبت عن عمر أنه أمضى هذا الطلاق على الناس لما رأى منهم التلاعب والمسارعة إلى إيقاعه.
وذهب آخرون من أهل العلم إلى أنها واحدة لما ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما «أن الطلاق على عهد النبي ﷺ وعلى عهد الصديق وفي أول خلافة عمر ..... طلاق الثلاث واحدة » يعني: إذا طلقها بالثلاث بكلمة واحدة جعلت واحدة، وقد أفتى ابن عباس وجماعة من أصحابه وغيرهم بأنها واحدة، وهذا القول أصح وأرجح القولين عملاً بما كان عليه الحال في عهد النبي ﷺ وعهد الصديق وأول خلافة عمر ، فأنت أيها الأخ الذي هداه الله، تحتسب عليك طلقة واحدة، هذا الطلاق الذي صدر منك بالثلاث يحتسب طلقة واحدة، وزوجتك معك إذا كنت راجعتها بعد صدور هذا الطلاق، أو جامعتها بنية الرجعة حال كونها في العدة، فهي زوجتك والحمد لله.
أما إن كنت تركتها بعد الطلاق حتى اعتدت ولم تقربها ولم تتصل بها بل تركتها بسبب الطلاق حتى اعتدت، يعني: حتى حاضت ثلاث مرات بعد الطلاق فإنك تتزوجها من جديد، إذا رضيت بذلك تتزوجها من جديد بعقد جديد ومهر جديد وشاهدين، يعني: كسائر الخطاب، تخطبها لنفسها فإذا وافقت يجدد النكاح بولي وشاهدين كسائر الأنكحة الإسلامية.
هذا هو جواب سؤالك ونوصيك بتقوى الله، والاستقامة على دينه، والتفقه في الدين، وأبشر بالخير فمن تاب تاب الله عليه. نعم.
المقدم: شكراً أثابكم الله.
فتاوى ذات صلة