حكم سفر الابن لطلب الرزق تاركًا أمه وحيدة

السؤال:

من جمهورية مصر العربية المستمع (ع. س. س. ع) له قضية يقول فيها: إنني رجل متزوج، والحمد لله أعمل في الخارج، ووجود زوجتي معي ضروري شرعًا، لكن أترك والدتي وحيدة علمًا بأنني العائل الوحيد لها، وتكون تحت رعاية أختي المتزوجة، ولكن لا أسافر إلا بموافقتها، وهي تتمنى أن أجلس معها، وألغي سفري؛ لأن سفري يؤلمها مع العلم بأن وجود زوجتي معها يخفف من آلامها، فهل أمكث معها، وألغي سفري نهائيًا؟ أم أبقي معها زوجتي، وليس علي حرج في تأثر والدتي؟ جزاكم الله خيرًا.

الجواب:

هذا فيه تفصيل: إذا أمكنك العمل في المحل الذي فيه والدتك، وأن تجبر خاطرها، وترضيها؛ فهذا أولى؛ لأن مراعاة خاطرها من أهم المهمات، ومن أفضل القربات.

أما إذا كنت مضطرًا للسفر لطلب الرزق، وليس في بلدك سبب يعينك على حاجتك، ويسبب غناك عن السفر؛ فأنت معذور في هذا، الله يقول: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ[التغابن:16].

وإذا كان لا يضرك بقاء الزوجة عند أمك فأبقها عند أمك جبرًا لها، وإيناسًا لها، أما إذا كان عليك خطر وتخشى على نفسك فإنك تسافر بزوجتك تطلب من الوالدة السماح، ومتى سمحت فالحمد لله، فإن لم تسمح فهذا محل نظر؛ لأن الرسول ﷺ يقول: إنما الطاعة في المعروف.

وأنت قد يكون عليك ضرر كبير في بقائك بدون زوجة في بلاد الغربة، فالأقرب والله أعلم أنه يجوز لك السفر بها، وإن لم ترض الوالدة من أجل الضرورة، وشدة الحاجة إليها معك؛ حرصًا على عفتك، وسلامتك، وسلامتها أيضًا.

ولكن مهما أمكن أن تستسمح الوالدة، وتجتهد في رضاها عنك؛ فهو أولى وأكمل، يسر الله أمرك، وقضى حاجتك.

المقدم: آمين، جزاكم الله خيرًا.

فتاوى ذات صلة