حكم من لا يدري وقت النذر هل بلغ أم لا

السؤال:

أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلينا من إحدى الأخوات المستمعات تسأل فيها بعض الأسئلة، تقول في سؤالها الأول: عندما كان عمري أربعة عشر عامًا مرضت أمي مرضًا شديدًا، وخفت كثيرًا عليها، فنذرت نذرًا لله إن شفيت أمي؛ سوف أصوم شهر شعبان كلما هلَّ، أرجو إفادتي عن الأمر التالي: أنا الآن لا أذكر هل بلغت، أم لم أبلغ في ذلك الوقت، وبعد مضي فترة من مرض أمي شفيت بإذن الله تعالى، احترت كثيرًا يا سماحة الشيخ! ماذا أفعل؟ أفيدوني جزاكم الله خيرًا. 

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه، أما بعد. 

فقد ثبت عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أنه نهى عن النذر وقال: إنه لا يأتي بخير، وإنما يستخرج به من البخيل وفي لفظ آخر يقول ﷺ: لا تنذروا فإن النذر لا يرد من قدر الله شيئًا، وإنما يستخرج به من البخيل.

فأوصيك أيها الأخت في الله! بعدم النذر في المستقبل، وإذا وقع مثل هذا من مرض الوالدة، أو غير الوالدة؛ فالحمد لله، المشروع الدعاء لها بالشفاء والعافية، والعلاج الشرعي لا بأس، أما هذا النذر فإن كنت لا تعلمين أنك قد بلغت؛ فليس عليك الوفاء، لا يلزمك الوفاء.

وأما إذا كنت تعلمين أنك قد بلغت بإكمال خمسة عشر سنة، أو بالاحتلام، أو بإنبات الشعر، أو بالحيض، إذا كنت قد وجد منك واحدة؛ فأنت بالغة، عليك أن تصومي شعبان كل سنة كما نذرت؛ لأن النبي قال: من نذر أن يطيع الله؛ فليطعه هكذا صح عن رسول الله ﷺ أنه قال: من نذر أن يطيع الله؛ فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله؛ فلا يعصه ولا تعودي، لا ترجعي إلى مثل هذا في المستقبل، لا تنذري أبدًا، بارك الله فيك.

المقدم: جزاكم الله خيرًا. 

فتاوى ذات صلة