حكم من لم تستطع الوفاء بالنذر

السؤال:

أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت بتوقيع إحدى الأخوات المستمعات تقول: مستمعة من الرياض، تقول في رسالتها: امرأة سافر زوجها، فنذرت أن تصوم ثلاثة أشهر متتابعة عند عودته، وأن تذبح ثلاث ذبائح، وبعد عودته من السفر لم تف بالنذر، ومضى الآن ما يقارب السنة، ونظرًا لظروفها ورعاية أطفالها؛ لم تستطع الصوم ثلاثة أشهر متتابعة، ولا أن تذبح الذبائح، وسؤالها: ماذا عليها أن تفعل؟ جزاكم الله خيرًا. 

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد. 

فالواجب على هذه الناذرة الوفاء بنذرها من الصوم، والذبائح، لقول النبي ﷺ في الحديث الصحيح: من نذر أن يطيع الله؛ فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله؛ فلا يعصه وقد مدح الله الموفين بالنذر، فقال سبحانه: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا [الإنسان:7] وذلك من صفات أهل الإيمان والتقوى الوفاء بنذر الطاعة، فعليها أن تصوم ثلاثة أشهر متتابعة، وعليها أن تذبح ثلاث ذبائح عند القدرة، والشيء في ذمتها، يبقى في ذمتها حتى تقدر.

فإذا قدرت على الذبائح؛ ذبحتها ولو متفرقة، كل وقت واحدة توزع على الفقراء والمحاويج، ومتى استطاعت الصوم تصوم في الوقت الذي تستطيع، والله لا يكلف نفساً إلا وسعها، يقول سبحانه: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16].

فإذا استطاعت الصيام؛ صامت، وإلا فيبقى في ذمتها معلقًا إلى أن تقدر، وهكذا الذبائح، ونوصي الناذرة، وغيرها بعدم العود إلى النذر ... النذر لا ينبغي، يقول النبي ﷺ: لا تنذروا؛ فإن النذر لا يرد من قدر الله شيئًا، وإنما يستخرج به من البخيل.

فالوصية لجميع من يستمع لهذا البرنامج، الوصية للجميع عدم النذر، بجميع أشكاله، النذر لا يرد قدرًا، ولا يأتي بخير، ولكن يستخرج به من البخيل، لكن من نذر طاعة لله؛ فليوف بنذره من نذر أن يطيع الله؛ فليطعه وفق الله الجميع، نعم.

المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرًا. 

فتاوى ذات صلة