تفسير قوله تعالى: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ...}

السؤال:

في آخر أسئلة السائل طاهر آدم من غانا غرب أفريقيا، يستفسر عن الآية الكريمة يا سماحة الشيخ، يقول: ما معنى قوله تعالى: إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ [المائدة:33] يقول: وما سبب نزول هذه الآية؟ 

الجواب:

هذه نزلت في المحاربين، وهم قطاع الطريق الذين يؤذون الناس في الطرقات، يقتلون، وينهبون الأموال في الطرقات، أو في البلد، هؤلاء هذا حكمهم، ونزلت في العرنيين الذين اشتكوا مرض بطونهم، وأرشدهم النبي ﷺ إلى أن يخرجوا إلى إبل الصدقة، فيكونوا فيها، فلما صحوا؛ قتلوا راعي النبي ﷺ وأخذوا الإبل، وشردوا بها، فألحقهم النبي ﷺ جيشًا، فأدركوهم، وأخذوا الإبل منهم، وأمسكوهم، فعاقبهم النبي ﷺ بهذه العقوبة؛ لأنهم قطاع طريق، اعتدوا على إبل النبي ﷺ.

فهؤلاء يسمون: محاربين، ويسمون: قطاع الطريق، فولي الأمر له الخيار إن شاء قتلهم، وإن شاء صلبهم، وإن شاء قطع أيديهم، وأرجلهم من خلاف، وإن شاء نفاهم من الأرض، هذا إلى ولي الأمر، وإذا كانوا قتلوا؛ يقتلوا، وإذا أخذوا المال إن شاء قتل، وإن شاء قطع أيديهم وأرجلهم من خلاف، وإن شاء صلبهم، هذا لولي الأمر، يجتهد ولي الأمر فيما يراه مصلحة للمسلمين.

ويقال لهم: المحاربون، ويقال لهم: قطاع الطريق، ونفيهم من الأرض، قال بعض أهل العلم: يعني حبسهم حتى لا يؤذوا الناس، وقال آخرون من أهل العلم: إنهم يشردون، ما يتركون يؤون البلد، كلما أووا إلى بلد؛ يشردون منها، حتى يتوبوا توبة صحيحة، نعم.

المقدم: أحسن الله إليكم. 

فتاوى ذات صلة