ما المقصود بالمنافقين في: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ}؟

السؤال: تسأل سماحة الشيخ وتقول: لقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ [النساء:145] ما المقصود بالمنافقين والنفاق في هذه الآية الكريمة، وأرجو أن تتفضلوا بإيضاح المعنى؟

الجواب: المراد بالمنافقين: هم الذين يتظاهرون بالإسلام وهم على غير الإسلام، يدعون أنهم مسلمون وهم في الباطن يكفرون بالله ويكذبون رسوله عليه الصلاة والسلام، هؤلاء هم المنافقون، سموا منافقين؛ لأنهم أظهروا الإسلام وأبطنوا الكفر، وهم مذكورون في قوله عز وجل: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ [البقرة:8] ۝ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ [البقرة:9] ۝ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ [البقرة:10] يعني: شك وريب فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ [البقرة:10] الآيات من سورة البقرة في أولها، هم هؤلاء، وهم مذكورون في قوله جل وعلا: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ [النساء:142] يعني: ما عندهم إيمان: يُرَاءُونَ النَّاسََ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ۝ مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لا إِلَى هَؤُلاءِ وَلا إِلَى هَؤُلاءِ [النساء:142-143] المعنى: أنهم مترددون بين الكفار والمسلمين، تارة مع الكفار إن ظهر الكفار وانتصروا، وتارة مع المؤمنين إن ظهروا وانتصروا، فليس عندهم ثبات ولا دين مستقيم ولا إيمان ثابت، بل هم مذبذبون بين الكفر والإيمان، وبين الكفار والمسلمين، وهم مذكورون في قوله جل وعلا: وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلا يُنفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ [التوبة:54] ۝ فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ [التوبة:55] هؤلاء هم المنافقون، نسأل الله العافية والسلامة.
السؤال: اللهم آمين. سماحة الشيخ تقول: إن لديها أسئلة كثيرة خاصة بها، وترجو أن تتصل بكم تلفونياً لكنها لا تعرف رقم الهاتف، هل يمكن أن تذكروه لها؟
الشيخ: نعم نعم، الهاتف في المنزل: (4354444) هذا هاتف المنزل، بين المغرب والعشاء، أو في الساعة الثانية والنصف بعد الظهر إلى الساعة الثالثة، أو في الصباح يوم الخميس من الساعة العاشرة إلى الظهر، أو بعد صلاة الجمعة بنصف ساعة أو ثلثي ساعة إلى الساعة الثالثة، كل هذه أوقات مناسبة. نعم.
المقدم: بارك الله فيكم. 
فتاوى ذات صلة