الدعاء الوارد بعد الأذان

السؤال:

عصام سهل آل حامد، بعث لنا بهذه الرسالة الطويلة، يشكر أصحاب الفضيلة العلماء المجيبين على البرنامج، ويقول في رسالته: إنهم يأتون مبكرين إلى المسجد، فإذا أذن المؤذن -يقول:- أخذنا نتابعه، ثم إننا نسمع كثيرًا من الجماعة من يقول بعد أن يفرغ المؤذن من أذانه: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمدًا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته في الجنة هل ذلك صحيح أم لا؟

الجواب:

المحفوظ عن النبي -عليه الصلاة والسلام- ما في زيادة: في الجنة، يقول -عليه الصلاة والسلام-: من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمدًا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته؛ حلت له شفاعتي يوم القيامة هذا رواه البخاري في الصحيح، عن جابر ، زاد البيهقي في آخره: إنك لا تخلف الميعاد وهي زيادة لا بأس بها، أما زيادة: (في الجنة) فلا أصل لها فيما نعلم، نعم.

المقدم: لكن هذا الزيادة التي تزاد، لا تقيد منزلة الرسول ﷺ؛ لأن موقفه في المحشر يختلف عن -مثلًا- علوه في الجنة، أليست هذه الوعدة من الله هي الشفاعة للناس؟
الشيخ: هذه الأمور، هذه توقيفية، ليس لأحد أن يدرج من عنده، مسألة جواب المؤذن، وغيره من العبادات؛ أمور توقيفية، ليس للناس أن يزيدوا فيها شيئًا من عند أنفسهم، بل يكتفون بما جاء في النص، ولا يزيدون عليه، هذا هو الواجب.

والوسيلة: منزلة في الجنة، لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، قال النبي: وأرجو أن أكون أنا هو -عليه الصلاة والسلام-، فالداعي والمؤذن بعد الأذان يدعو بهذا الدعاء، كما أرشد إليه النبي -عليه الصلاة والسلام-، ولا يزيد شيئًا، ولا ينقص شيئًا، هذا هو السنة.

أما مسألة الشفاعة، فذلك هو المقام المحمود، الشفاعة العظمى، هو المقام المحمود، الله أعطاه نبيه ﷺ، يشفع في الناس؛ حتى يقضى بينهم يوم القيامة، بعدما يسجد بين يدي ربه، ويحمده، ويثني عليه، ثم يؤذن له، فإذا أذن في الشفاعة؛ شفع -عليه الصلاة والسلام- في الناس، حتى يقضى بينهم في الموقف العظيم.

وهكذا يشفع لأهل الجنة في دخولهم الجنة، هاتان خاصتان به -عليه الصلاة والسلام-، وأما هنا هو طلب الوسيلة له ﷺ، بعد الأذان، وهي منزلة رفيعة في الجنة، لا تنبغي لغيره -عليه الصلاة والسلام-، وقد وعده الله إياها، نعم.
المقدم: المرسل هنا، الذي هو عصام سهل آل حامد، يقول: (وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته في الجنة)؟

الشيخ: (الجنة) مالها أصل، زيادة (في الجنة) ما لها محل، نعم، الذي وعدته، إنك لا تخلف الميعاد انتهى، نعم.

عند ذكر إجابة المؤذن يناسب أن نذكر أنه يستحب أيضًا عند الشهادتين أن يقول: رضيت بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد رسولًا إذا قال المؤذن: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله، يقول مثله -المستمع- ثم يقول عند ذلك: رضيت بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد رسولًا -عليه الصلاة والسلام-؛ لأنه ورد في الحديث الصحيح، حديث سعد بن أبي وقاص، في صحيح مسلم: أن من قال ذلك غفر له ذنبه فيستحب أن يقال هذا عند الشهادتين، رضيت بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد رسولًا -عليه الصلاة والسلام-.

كذلك يستحب أن يقول بعد الإقامة مثلما يقول بعد الأذان؛ لأنها أذان، كما في الحديث: بين كل أذانين صلاة، بين كل أذانين صلاة فالأذانان هما: الأذان، والإقامة، فالإقامة أذان ثاني، والأذان أذان أول، فيستحب أن يقول بعد الإقامة، وعند الشهادتين في الإقامة، مثلما يقول في الأذان.

وأما قول بعض الناس: (أقامها الله وأدامها)، أو (اللهم أقمها وأدمها) عند قوله: قد قامت الصلاة، فهذا لم يثبت عن النبي ﷺ، وإنما جاء في حديث ضعيف، (أقامها الله وأدامها) ولكن مستحب أن يقول: قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، مثل المؤذن، يقول مثل المؤذن سواء، وأما كلمة: (أقامها الله وأدامها) فلم تحفظ، لم تثبت عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، فالأولى تركها، وأن يقول بدلها: قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، مثلما يقول المؤذن؛ لأن النبي قال: إذا سمعتم المؤذن، فقولوا مثلما يقول، فنحن نقول مثلما يقول المؤذن، إلا في الحيعلة فإنه يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، لا حول ولا قوة إلا بالله؛ لأن هذا ثبت عن النبي ﷺ أنه كان يقول ذلك، ثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه في الحيعلة: حي على الصلاة، حي على الفلاح، يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، أما بقية الأذان؛ فيقول مثل قول المؤذن، وهكذا الإقامة. نعم.
المقدم: أيضًا هناك بعض طلبة العلم ينكرون على من قال: اللهم أقمها وأدمها ...؟
الشيخ: كل هذا لم يرد: (أقامها الله وأدامها)، أو (اللهم أقمها وأدمها)، لم يرد بسندٍ صحيح، إنما جاء في رواية ضعيفة، (أقامها الله وأدامها)، فالأولى ترك هذا كله، لا يقول: (أقامها الله وأدامها)، ولا: (اللهم أقمها وأدمها)، الأفضل ترك ذلك، وأن يقول مثل قول المؤذن: قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، مثل ما يقول في الفجر، مثل قوله إذا قال: الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم يقول مثله؛ لأن الرسول ﷺ قال: إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول هكذا قال -عليه الصلاة والسلام-، نعم. 

فتاوى ذات صلة