حكم الصلاة على الميت عند زيارة قبره

السؤال: له سؤال ثالث يقول فيه: هل يجوز أن أصلي على قبر أبي صلاة الجنازة عند زيارته طلباً للرحمة، وهل إذا ورث الميت مصحفاً ينال أجراً عند تلاوة أبنائه فيه؟

الجواب: إذا كنت قد صليت على أبيك مع الناس فلا حاجة إلى إعادة الصلاة، تزوره تدعو له فقط، تأتي المقبرة وتسلم على أهل القبور وتدعو لهم وتدعو لأبيك، كما قال النبي ﷺ: زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة وكان النبي ﷺ يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، نسأل الله لنا ولكم العافية هذه السنة، فتسلم على أهل القبور، وعلى أبيك، وتدعو له بالمغفرة والرحمة، ولا حاجة إلى الصلاة، هذا إذا كنت قد صليت عليه، أما إذا كنت ما صليت عليه مع الناس فإنك تذهب إلى القبر وتصلي عليه في مدة شهر فأقل، إذا كان مضى له شهر أو أقل تصلي عليه، أما إذا طالت المدة فلا صلاة عند جمع من أهل العلم، والدعاء يكفي، الدعاء لأبيك والاستغفار له والترحم عليه والصدقة عنه بالمال، كل هذا ينفع الميت من أب وغيره.
وأما المصحف إذا خلفه الميت فهو ينفعه، إذا وقفه جعله وقفاً ينفعه أجره، كما لو وقف كتباً للعلم كتب ... العلم المفيد علم الشرع أو علم مباح وانتفع به الناس يؤجر على ذلك؛ لأنه أعانهم على خير، كما لو وقف أرضاً أو بيتاً أو دكاناً يتصدق بغلته على الفقراء أو تعمر به المساجد، كل هذا يؤجر عليه، وقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له فالصدقات الجارية تنفع الميت إذا كان مسلم، تنفعه الصدقات الجارية، ينفعه دعاء أولاده ودعاء غيرهم، ينفعه الوقف الذي يوقف بعده من بيت أو أرض أو دكان أو نخيل أو أشباه ذلك، ينتفع بهذا الوقف إذا انتفع به الناس أكلوا من ثمرته وانتفعوا بثمرته، أو صرفت ثمرته في مساجد المسلمين في إصلاحها، في فرشها، في تنويرها إلى غير ذلك. نعم.
المقدم: جزاكم الله خير. 
فتاوى ذات صلة