تفسير قوله تعالى: (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا..)

السؤال: يسأل أيضاً عن تفسير قول الحق تبارك وتعالى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا [مريم:71]؟

الجواب: هذا الورود هو المرور على الصراط، يوم القيامة ينصب للناس جسر على جهنم يمرون عليه، فالمؤمنون يمرون عليه ويسلمون إلى الجنة، وبعض العصاة يسقط وبعض العصاة ينجو، والكفار لا يستطيعون المرور عليه بل يساقون إلى النار نسأل الله العافية، فالناس واردون إلى هذا الصراط المؤمنون يردون ويمرون سالمين، كما قال : وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا ۝ ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا [مريم:71-72] فالله ينجي المتقين ويمرون سالمين من يمر كالبرق ومنهم من يمر كالريح، ومنهم من يمر كلمح البصر ومنهم دون ذلك، على حسب أعمالهم الصالحة، وعليه كلاليب على الجسر كلاليب من جانبيه، لا يعلم قدرها إلا الله سبحانه وتعالى تخطف الناس بأعمالهم السيئة، فمنهم من يخطف وينجو ويخدش وينجو، ومنهم من يسقط في النار نسأل الله العافية بمعاصيه، اللهم سلم سلم، والأنبياء على حافتي الصراط يقولون: اللهم سلم سلم، دعوة الأنبياء اللهم سلم سلم ذلك الوقت.
فكل الناس الذين دخلوا في الإسلام يمرون على هذا الصراط، فالمؤمن السليم ينجو، وبعض العصاة ينجو، وبعض العصاة يخدش وينجو بعض العصاة يسقط لشدة معاصيه ويعذب على قدر معاصيه، ثم يخرجه الله من النار بتوحيده وإسلامه إلى الجنة.
أما الكفار فلا يستطيعون بل يساقون إلى النار ويحشرون إليها؛ لأنهم من أهلها وقد أعدت لهم نسأل العافية، فهم واردوها وصائرون إليها نسأل الله العافية. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيراً ونفع بعلمكم.
فتاوى ذات صلة