ما المقصود بالناس في: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ}؟

السؤال: سؤاله الثاني سؤال جواد يقول: قال الله تعالى في كتابه العزيز: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا [آل عمران:97] ما المقصود بالناس في الآية الكريمة، هل هم المسلمون فقط أم سائر الناس، وإن كان الخطاب للمسلمين فقط فلماذا لم يخاطبون بلفظ المسلمين؟ نرجو من فضيلتكم الجواب الفصل في ذلك.

الجواب: المراد هنا جميع الناس، كلهم واجب عليهم الحج لكن بشرط الإسلام، شرط أن يسلموا، فلو حجوا قبل الإسلام ما يصح، فالناس كلهم عليهم الحج، لكن المسلم عليه المبادرة به مع الاستطاعة؛ لأنه قد دخل في الإسلام فوجبت عليه أعمال الإسلام المفروضة من صلاة وزكاة وصوم وحج.
أما الكفار فعليهم أن يسلموا وعليهم أن يقوموا بهذا الواجب، فهم مخاطبون بفروع الشريعة، مخاطبون بالصلاة والصوم والحج وغير ذلك، لكن لا تصح منهم حتى يأتوا بشرطها وهو الإسلام، بغير إسلام أعمالهم باطلة: وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الأنعام:88] فهم كلهم مخاطبون بأعمال الشريعة فروضها وفروعها، لكن لا تصح منهم هذه الفروع حتى يأتوا بالأصل وهو الشهادتان توحيد الله والإخلاص له والإيمان بأنه مستحق العبادة والشهادة للرسول صلى الله عليه وسلم بالرسالة؛ محمد ﷺ ولسائر النبيين والمرسلين، والإيمان بأنه خاتم النبيين وبأن كل ما أخبر الله به ورسوله حق، فلابد من هاتين الشهادتين؛ الشهادة بأنه لا إله إلا الله، أي: لا معبود حق إلا الله، فهو المعبود بالحق سبحانه وتعالى.
وما عبده الناس من أصنام أو أموات أو أشجار أو أحجار كله باطل كما قال سبحانه: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ [الحج:62] الآية من سورة الحج.
وكذلك لابد من الشهادة بأن محمداً رسول الله؛ محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي العربي المكي ثم المدني، لابد من الشهادة بأنه رسول الله حق وبأنه خاتم الأنبياء، فمن لم يأت بهاتين الشهادتين عن صدق وإيمان ما تصح صلاته ولا صومه ولا زكاته ولا حجه ولا سائر عباداته حتى يسلم حتى يدخل في دين الله بالشهادتين وبالإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله، فإذا أسلم وجب عليه أداء هذه الحقوق من صلاة وصوم وحج وغير ذلك. نعم. بشرط الاستطاعة.
المقدم: شكراً لفضيلة الشيخ عبدالعزيز.
فتاوى ذات صلة