تحذير النساء من التبرج والسفور

السؤال:

رسالة بعث بها المستمع: يحيى عبدالله البصلي من اليمن، يقول في أحد أسئلته ما هو قولكم -حفظكم الله- في بعض نساء هذا الزمان اللائي يعملن بأنفسهن من كشف شعر الرأس، وتقصير الثياب إلى عند الركبة، وغير ذلك؟ وهل من نظر إليهن يكون مرتكبًا للآثام؟ وما هي نصيحتكم للنساء المسلمات في مشارق الأرض ومغاربها؟ 

الجواب:

وصيتي للمسلمات في كل مكان أن يتقين الله، وأن يلتزمن بالحجاب الشرعي، وأن يسترن رؤوسهن وأبدانهن جميعها، حتى وصيتي لغير المسلمات أن يستترن، وأن لا يفتن الناس، فإن عليهن آثامًا بذلك حتى ولو كن كافرات، عليهن أن يمتنعن من هذا الشيء؛ لأن إبرازهن هذه المفاتن فيه شر عليهن، ومزيد آثام يوم القيامة مع الكفر.

فالمؤمنة والمسلمة أولى وأولى بأن تتحفظ، وتستتر لقول الله -جل وعلا- في كتابه العظيم: وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ [النور:31] الآية، فإبرازها مفاتنها للناس في الأسواق هذا منكر عظيم، والله يقول سبحانه، يخاطب أمهات المؤمنين: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُُ [الأحزاب:33] وقال سبحانه: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [الأحزاب:53] فالتستر أطهر لقلوب الجميع، وأبعد عن الشر والفاحشة والفتنة، وقال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ [الأحزاب:59] فكلهن مأمورات بالستر والحجاب، والبعد عن أسباب الفتنة في أي مكان، في الطريق، أو في البيت، أو في المسجد، أو في أي مكان، وفي الطريق أشد فتنة وأعظم.

فالواجب على جميع المؤمنات أن يتقين الله في ذلك، ولو كن في بلاد الكفرة في أوروبا أو غيرها، الواجب على جميع المؤمنات أن يتقين الله سبحانه أينما كن، وأن يتسترن سترًا كاملًا؛ حتى الوجه تستره مع الرأس، مع الساقين، مع الأقدام، مع الأيدي حتى لا تكون هناك فتنة بهن، لا من الكفرة، ولا من المسلمين.

ولهذا يقول سبحانه: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [الأحزاب:53] فأبان سبحانه أن الحجاب أطهر لقلوب الرجال والنساء، فالطهارة مطلوبة لنساء النبي، ولغيرهن -عليه الصلاة والسلام- ولقوله -جل وعلا- في كتابه العظيم: وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ [النور:31] الآية، والوجه من الزينة، والرأس من الزينة، والساق من الزينة.

ولم يستثن إلا القواعد العجائز، قال تعالى: وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ [النور:60] إذا كانت قاعدة العجوز غير متبرجة بالزينة لا ترجو النكاح؛ فلا مانع من إظهار إبراز وجهها أو يديها، لكن تعففها، وتسترها أفضل، حتى ولو كانت عجوزًا، ولهذا قال سبحانه: وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ [النور:60] والاستعفاف بالحجاب والبعد عن أسباب الفتنة، ولو كانت عجوزًا لا تشتهي، فكيف بالشابات والمتوسطات، والفتنة بهن عظيمة.

فلا يجوز لهن لا في بلادهن، ولا في بلاد الغرب، ولا في بلاد الشرق، ولا في أي مكان أن يبرزن مفاتنهن ومحاسنهن، لا الوجه، ولا الساق، ولا غير ذلك، بل يجب عليهن التستر والحجاب حتى لا يرى منهن شيء طاعة لله وتمسكًا بشرعه، وحذرًا من أسباب الفتنة لهن أو عليهن، لهن أو بهن، هذا هو واجب المسلمات أينما كن.

ونصيحتي أيضًا حتى لغير المسلمات أن يتقين الله، وأن يحذرن مزيد الإثم، فإن التبرج يزيدهن إثمًا على إثم، الكفر في الدنيا والآخرة، نسأل الله السلامة. نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا. 

فتاوى ذات صلة