عموم النهي عن اتخاذ الصور

السؤال:

يقول: أنا أعرف أن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه كلب، ولا صورة، هل المقصود من الصورة هي الوثن، أو صورة الكاميرا؟ 

الجواب:

الحديث عام، يعم الصورة القائمة والمجسمة، كالأصنام المعروضة، ويعم الصورة التي تكون بالكاميرا، أو غير الكاميرا، إذا كانت صورة معلقة، أو منصوبة في مكان، أما إذا كانت ممتهنة في الفراش، أو في الكرسي، أو في الوسائد هذه ممتهنة لا تمنع، لقول النبي ﷺ في الحديث الصحيح لما كان على موعد من جبرائيل، فتأخر، فخرج إليه ﷺ فقال: إن في البيت سترًا به تصاوير، وتمثالًا وكلبًا، فأمر برأس التمثال أن يقطع حتى يكون كهيئة الشجرة، وأمر بالستر أن يتخذ منه وسادتان منتبذتان توطأان، وأمر بالكلب أن يخرج فأمر الرسول ﷺ بالكلب أن يخرج، وكان جروًا تحت نضد لهم للحسن أو الحسين، وأمر برأس التمثال أن يقطع، وأمر بالستر أن يتخذ منه وسادتان.

فدل على أن ما كان في وسادة وبساط لا يمنع من دخول الملائكة؛ لأنه ممتهن، أما شيء معلق على الجدار، أو على الباب، أو على الكرسي، معلق أو منصوب؛ فهذا كونه يمنع، ولا يجوز بقاؤه، لقوله ﷺ: لا تدع صورة إلا طمستها.

وهكذا التصاوير تحفظ للذكرى، يجب إزالتها، طمسها، ولا يغفر من ذلك إلا ما كان في الوسائد، والبسط، والكراسي، ونحوه مما يمتهن. نعم.

المقدم: هل من كلمة -لو تكرمتم- تنوهون حول الصورة للضرورة؟

الشيخ: نعم أما اتخاذ الصورة للضرورة؛ فلا بأس؛ لأن الله قال سبحانه: وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ [الأنعام:119] مثل اتخاذ الصورة في التابعية، أو في الجواز للحاجة، أو الشهادة العلمية إذا لم يحصل له ذلك إلا بالصورة؛ فلا حرج في ذلك؛ لأنه قد تدعو الحاجة إليها؛ لعدم التزوير.

فالمقصود: أنه إذا كان لحاجة شرعية؛ فلا بأس بذلك، كالتابعية، والجواز، ونحو ذلك. نعم.

المقدم: بارك الله فيكم، وجزاكم الله خيرًا. 

فتاوى ذات صلة