هل المذاهب الأربعة تأخذ بالسنة؟

السؤال: 

هذا السائل الذي رمز لاسمه بـ (م. ص. ش) يمني من جدة، مقيم في المملكة العربية السعودية، يقول: هل المذاهب الأربعة المعروفة تأخذ بالسنة النبوية، وهل جميع ما جاء فيها مطابق للسنة النبوية الشريفة؟ وجهونا في ضوء هذا السؤال سماحة الشيخ. 

الجواب:

الأئمة الأربعة من خيرة العلماء -رحمة الله عليهم- وهم أبو حنيفة النعمان بن ثابت، ومالك بن أنس، ومحمد بن إدريس الشافعي، وأحمد بن محمد بن حنبل، هؤلاء الأربعة هم الأئمة الأربعة، وهناك أئمة آخرون في زمانهم، وقبلهم وبعدهم، كالأوزاعي، وسفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، وعبدالله بن المبارك .. وغيرهم من أئمة الإسلام؛ يحيى بن سعيد القطان، عبدالرحمن بن مهدي، وإسحاق بن راهويه .. وغيرهم، هم أئمة يتلمسون الحق، ويتلمسون السنة، يعتنون بذلك، وفتاواهم مدارها على الكتاب والسنة، قال الله وقال رسوله، ويتحرون الأصول التي دل عليها الكتاب والسنة، وعلى ما ثبت عن الصحابة من الفتاوى، فمدار فتاواهم على القرآن العظيم، والسنة المطهرة، والأصول المستنبطة من الكتاب والسنة، وعلى فتاوى الصحابة -رضي الله عنهم وأرضاهم- وكل واحد يخطئ ويصيب، ليس أحد منهم معصومًا، كل واحد يخطئ ويصيب، كل واحد له أخطاء، له أغلاط لم تطابق السنة، وهكذا غيرهم من الأئمة له أخطاء، وله صواب.

فالواجب عرض أقوالهم إذا اختلفوا على الكتاب والسنة، أما إذا أجمع العلماء؛ فالإجماع حجة، والإجماع لا يكون إلا عن نص، فإذا اختلفوا؛ فالواجب على طالب العلم، وعلى الفقيه أن يعرض المسألة المختلف فيها على الأدلة الشرعية، وأن يجتهد، ويتحرى ما يقوم عليه الدليل؛ فيأخذ به، عليه أن يتحرى ما يرجحه الدليل من القرآن العظيم، والسنة المطهرة، أو من فتاوى الصحابة؛ حتى يطمئن إلى أرجح القولين، أو أرجح الأقوال، ثم يأخذ به. نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا سماحة الشيخ. 

فتاوى ذات صلة