أيهما يتحكم في الآخر: الأجل أم الصحة؟

السؤال:

نعود في هذه الحلقة إلى رسالة إحدى الأخوات المستمعات من الجبيل الصناعية تقول: أختكم أم حازم مصرية، أم حازم عرضنا بعض أسئلة لها في حلقة مضت، وفي هذه الحلقة تسأل سماحتكم وتقول: أيهما يتحكم في الآخر: الأجل أم الصحة؟

الجواب:

الأمر إلى الله في هذا  الأمر إلى الله ليس لأحد، ليس لهذا ولا لهذا تحكم، بل الأمر راجع إلى قدر الله وحكمته  فمن قدر الله له تمام الصحة واستمرارها حصل ذلك، ومن قدر الله عليه الأمراض حصل ذلك، كل شيء بقضائه وقدره كل شيء بقدر حتى العجز والكيس .

يقول جل وعلا: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ[التغابن:11]، ويقول سبحانه: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ[الحديد:22].

فإذا نزل المرض فهو بمشيئة الله، وقد شرع الله علاجه، واتخاذ الأسباب التي تزيله كما شرع الأسباب التي تقي منه قبل وقوعه، من توقي أسباب الشر، والبعد عن أسباب الشر؛ فيتوقى ما يضره، ويبتعد عما يضره بالأسباب التي شرعها الله، كما يتعاطى أسباب الصحة والعافية بالأسباب التي شرعها الله، فيأكل ويشرب ويتقي ما يضره لأن الله أمر بذلك، ويعالج الأمراض لقوله ﷺ: عباد الله تداووا ولا تداووا بحرام، وقول النبي ﷺ: ما أنزل الله داءً إلا أنزل له شفاء، علمه من علمه، وجهله من جهله.

فإذا أراد الله غلبة المرض استمر المرض وصار لا يرجى برؤه، وإذا أراد الله استمرار الصحة استمرت الصحة وقل المرض، وقد يبتلى الإنسان بهذا وهذا، بهذا تارة وهذا تارة، ولاسيما المسلم يبتلى بالأمراض ليكفر الله بها من خطاياه، ويحط بها من سيئاته كما في الحديث الصحيح يقول النبي ﷺ: من يرد الله به خيرًا يصب منه، ويقول النبي ﷺ: ما أصاب المسلم من هم ولا غم، ولا نصب ولا وصب، ولا أذى إلا كفر الله به من خطاياه حتى الشوكة، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا وأحسن إليكم.

فتاوى ذات صلة