سر تقديم التراب على العظام في آية الصافات

السؤال:

وهذه أولى الرسائل وردت من المستمع: عبدالجليل عبدالله الحجاج من القطيف تاروت، ضمن رسالته سؤالين:
سؤاله الأول يقول فيه: قال الله تعالى في القرآن الكريم: أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ[الصافات:16] يقول: لماذا قدمت كلمة التراب قبل العظام، بينما العظام هي تتحول إلى تراب؟ وهل هناك سر بلاغي في ذلك أم لا؟

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم. 

الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:

فهذا السؤال لا أعلم معنى واضحًا أستطيع الجزم به في وجه تقديم التراب على العظام، ولكن قد يقال -والله أعلم- والعلم عند الله : أنه قدم التراب؛ لأن التراب أشد في المعجزة؛ لأن إعادة من كان ترابًا أعظم من إعادة من هو عظام، ولم تزل حاله عظامًا، فبدأ بالأشد وهو التراب على ما هو أخف وهو العظام، فإعادة من هو عظام أسهل في الظاهر من إعادة من قد ذهب وصار ترابًا، هذا هو الأظهر، والله أعلم.

أما الجزم فإلى الله هو الأعلم بكل شيء، لكن هذا هو الظاهر أنه السر في ذلك البداءة بالأشد في القدرة والأعظم في...، للدلالة على أن المعيد لهذا الإنسان قادر على كل شيء ، فإن إعادة من كان ترابًا أشد في الظاهر من إعادة من كان عظامًا فقط.
فإذا ذكر هذا وهذا، كان من باب بيان كمال قدرته ، نعم.

المقصود: أنهم سألوا عن هذا؛ لأن من كان ترابًا أشد بدؤوا بالتراب؛ لأن إعادة من كان ترابًا أشد وأدل على القدرة، على كمال القدرة ممن لم يزل عظامًا، نعم.

فتاوى ذات صلة