موقفنا إذا أخطأ المجتهد في اجتهاده

السؤال:

شيخ عبد العزيز تضعون مدرسة ينبغي أن ينهل منها طلاب العلم، ذلكم أنكم كثيرًا ما تقدرون لابن تيمية، ولابن القيم بالذات اجتهاداتهم، وأنتم هنا تدعون إلى الرجوع إلى كتاب الله، وسنة رسوله عندما يكون هناك خلاف بين العلماء، أطمع في كلمة في هذه المناسبة لو تكرمتم.

الجواب:

نعم، نعم، شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- وابن القيم، والإمام الشافعي، والإمام مالك، والإمام أبو حنيفة، والإمام أحمد -رحمة الله على الجميع- والإمام الثوري، والإمام إسحاق بن راهويه، والإمام الأوزاعي، وغيرهم من الأئمة، كلهم لهم المنزلة العظيمة عندنا وعند غيرنا من أهل العلم، يعرفون لهم فضلهم، واجتهادهم، وعلمهم، لا شك في هذا.

ولكن لا يلزم -من كوننا نعظمهم ونعرف لهم أقدارهم- أن نوافق على ما قد يقع من خطأ من بعضهم؛ لأن كل إمام تقع له بعض الأخطاء، وبعض الأغلاط، وكل إمام يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله -عليه الصلاة والسلام- فإن قوله هو الحق، كما قال مالك -رحمه الله-: ما منا إلا راد ومردود عليه، إلا صاحب هذا القبر، يعني: الرسول -عليه الصلاة والسلام-.

وقال الإمام الشافعي -رحمه الله-: أجمع الناس على أن من استبانت له سنة رسول الله ﷺ لم يكن له أن يدعها لأحد من الناس، لم يكن له أن يدعها لقول أحد من الناس، حكاه إجماعًا لأهل العلم.

وهذا صحيح؛ فإن الواجب على الأمة كلها تقديم ما قاله الله ورسوله، في مسائل النزاع، وفي مسائل الإجماع، فكما أن مسائل الإجماع يجب أن تحترم، وأن يؤخذ بها، وأن لا يلتفت إلى من خالفها، فهكذا من باب أولى الكتاب والسنة، يجب تعظيمهما، والأخذ بهما، وترك ما خالفهما من أقوال الناس، نعم.

المقدم: بارك الله فيكم، وجزاكم الله خيرًا.

فتاوى ذات صلة