حكم قول: (صدق الله العظيم) والفاتحة بعد قراءة القرآن

السؤال:

يسأل أخونا سؤالًا آخر ويقول: رأيت في بعض المساجد أنه بعد أن يقرأ أحد القراء للقرآن بصوت عالٍ يقول: صدق الله العظيم، ثم الفاتحة، أي: يأمر الناس الموجودين في المسجد بقراءة الفاتحة، هل هذا من السنة، أم هو بدعة حسنة، أم هو بدعة سيئة،؟

جزاكم الله عنا وعن المسلمين خيرًا.

الجواب:

ما يفعله بعض الناس إذا فرغ من قراءة القرآن في المسجد أو غيره، قال: صدق الله العظيم، ليس له أصل، بل هو من البدع، ولا ينبغي اتخاذ ذلك، ولا استعمال ذلك، ولا ينبغي الاغترار بالناس في هذا، فهذا شيء لا أصل له، فلم يكن النبي ﷺ بعد القراءة يقول ذلك، ولا الصحابة يقولون ذلك، وإنما هو شيء أحدثه الناس، فلا يجوز اعتياد ذلك، لكن لو فعله بعض الأحيان لداعٍ دعا إلى ذلك أن يقرأ آية تعجبه، أو يرى آثارها، فيقول: صدق الله العظيم، لقد وجد هذا، ولقد صار هذا، من باب التعجب مما وقع، مثلما قد يقوله النبي ﷺ، أو يقوله بعض الصحابة إذا رأى شيئًا يوافق القرآن والسنة يقول: صدق الله ورسوله، فيما بين وفيما أوضح الله، وفيما أوضح الرسول -عليه الصلاة والسلام-.

المقصود: أن اعتياد هذا الأمر بعد القراءة في الصلاة أو خارجها بدعة، وإذا كان مع هذا يقول: اقرؤوا الفاتحة، كذلك؛ بدعة أخرى، فلا أصل لهذا ولا لهذا، وإنما إذا فرغ من القراءة يكتفي بذلك، إن كانت القراءة انتهت باسم من أسماء الله قال:  مثل: فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ [الواقعة:74] أو ما أشبه ذلك، وإلا فلينتهِ، والحمد لله، ولا يشرع له شيء.

لكن لو انتهت القراءة على شيء من أسماء الله، شرع له تسبيح الله وتعظيمه، كما في آية التغابن: عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [التغابن:18] وما أشبه ذلك، فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ [الواقعة:74] إلى أشباه ذلك؛ لأن السنة للمؤمن إذا مر بآية فيها رحمة سأل، وبآية فيها عذاب تعوذ، وبآية فيها أسماء الله عظمها وسبحه  كان النبي يفعل هذا في التهجد في الليل، ولم يحفظ عنه أنه كان يفعله في الفرائض، بل كان يستمر في قراءته -عليه الصلاة والسلام-، في الفرائض، وإنما فعل هذا في تهجده بالليل، لكن إذا كان في النهاية اسم من أسماء الله في القراءة قبل أن يركع وسبح الله فلا مانع؛ لأنه في هذه الحالة ليس في حال قراءة، نعم.

المقدم: بارك الله فيكم.

فتاوى ذات صلة