حكم ما يسمى بالحضرة التي يفعلها الصوفية

السؤال:

سؤال آخر طويل بعض الشيء سماحة الشيخ تقول فيه: هناك شيء منتشر لدينا، ويسمى الحضرة، ربما لا تفهموا ما هي الحضرة، ولكن سأشرح لكم ما يحدث في هذه الحضرة، ربما تعرفونها بعد ذلك، الحضرة: هي شيخ يأتي ومعه أتباعه، ومعهم بنادير -دف- ويجتمع عليهم الناس من كل حدب وصوب، ويكون في يوم الخميس في الليل، أي اليوم الذي يصبح فيه الجمعة، ثم يشعل نارًا كبيرة، ثم يبدأ ذلك الشيخ بالقرع على الدف هو وأتباعه، ويقول كلامًا غريبًا، ويستنجد بالله، وبالأولياء الصالحين لدينا في ليبيا مثل: سيدي عبدالسلام الأسمر، وسيدي مرعي، وغيرهم، ثم يبدأ بعض الحاضرين بالبدأ -بالمدح- مع الشيخ، ويغمى على كثير من الحاضرين من النساء والرجال، ويبدأ الشيخ بالضرب المبرح على من يغمى عليهم، ويقول له: أخرج من المسلم يا كافر، ويقصد بذلك أنه يكلم الجن الذي سكن الإنسي المغمى عليه، والنساء يمسك المرأة من شعر رأسها، ويبدأ بالضرب على وجهها، وهكذا تبدأ هذه المسرحية وتنتهي!! السؤال: هل هذه الأفعال محرمة على من يحضرها؟ الرجاء منكم الإفادة، علمًا بأن الحاضرين كما يقال بالآلاف، ويبنون خيامًا، وكل عائلة تذبح شاة، أو ماعزًا، فالرجاء منكم عرض سؤالي هذا، وتوجيهنا وتوجيه المسلمين الذين توجد عندهم هذه الأحوال، جزاكم الله خيرًا؟ 

الجواب:

هذا العمل منكر عظيم، وهذا من أعمال بعض الصوفية، ولا يجوز حضور هذا العمل، والاستنجاد بالأولياء، والاستغاثة بالأولياء من الشرك الأكبر، ومن عبادة غير الله وضرب الطبول، أو الدفوف هذه من طرق الصوفية المنكرة المحدثة.

فالواجب الحذر من ذلك، والواجب ترك هذا العمل، وعدم حضوره، وإنكاره على من حضر، لما فيه من الشرور الكثيرة، فهو بدعة، وفيه أيضًا: منكر وهو ضرب الدفوف، وفيه منكر أعظم وهو الشرك بالله، والاستنجاد بالأولياء، فهذا كله شر عظيم.

فالواجب على المسلمين ترك هذا العمل، والحذر منه، وعدم حضوره، وإنكاره على من فعله؛ لأنه بدعة منكرة، ومشتملة على نوع من الشرك الأكبر، هو الاستنجاد بالأولياء، ودعاؤهم، والاستغاثة بهم، وهذا من الشرك الأكبر، فإذا قال: يا سيدي فلان! يا عبدالسلام! أو يا سيدي الحسين! أو يا سيدي رسول الله! أو يا سيدي الشيخ عبدالقادر! أغثني، أو انصرني، أو اشف مريضي، أو رد غائبي، أو أنا في جوارك وحسبك، أو ما أشبه ذلك، هذا كله من الشرك الأكبر، والله يقول -جل وعلا-: فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا [الجن:18] ويقول سبحانه: وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ [يونس:106] ويقول سبحانه: وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ [المؤمنون:117].

فهؤلاء قد اتخذوا مع الله آلهة أخرى، يندبونهم، ويستغيثون بهم، فوقعوا في الشرك الأكبر مع ما هم فيه من البدع والخرافات الضالة التي لا أساس لها.

فالواجب الحذر من ذلك غاية الحذر، والواجب عدم حضور هذا المنكر، وإنكاره على من فعله، مع ما فيه من الشرك الأكبر نعوذ بالله من ذلك، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا. 

فتاوى ذات صلة