تفسير قوله تعالى: {بلى من كسب سيئة...}

السؤال:

نختم هذا اللقاء بسؤال السائل (حسن أ) يستفسر عن الآية الكريمة، ما تفسير الآية الكريمة: بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ[البقرة:81]؟

الجواب:

هذه في المشركين، يعني: سيئة شرك وخطيئة الشرك والكفر فهؤلاء هم المخلدون في النار، أما العاصي فهو تحت المشيئة كالزاني والسارق إذا لم يستحل ذلك، والعاق لوالديه، وشارب الخمر، والمرابي هؤلاء تحت المشيئة كما قال الله سبحانه في سورة النساء في موضعين من سورة النساء: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ[النساء:48].

فالشرك والكفر لا يغفر إذا مات عليه الإنسان، الشرك الأكبر والكفر الأكبر هذا لا يغفر صاحبه مخلد في النار، أما الشرك الأصغر والكفر الأصغر فهذا صاحبه على خطر، فإن رجحت حسناته سلم من دخول النار، وإذا عذب على قدر ما مات عليه من الشرك الأصغر والكفر الأصغر، وهكذا أصحاب المعاصي إن عفا الله عنهم، وإلا عذبوا على قدر معاصيهم؛ تعذيبًا مؤقتًا، ثم يخرجهم الله من النار إلى الجنة إذا كانوا ماتوا على التوحيد والإسلام، لكن مات وهو زاني ما تاب، مات وهو سارق ما تاب، مات وهو عاق لوالديه ما تاب، مات وهو يأكل الربا، أو يشرب الخمر ما تاب؛ هذا تحت المشيئة بعضهم يعفو الله عنه، وبعضهم يدخل النار، ويعذب في النار على قدر المعصية التي فعلها، واستمر عليها، ثم يخرجه الله من النار بفضل رحمته جل وعلا إلى الجنة.

ولا يخلد في النار أبد الآباد إلا الكفار الكفر الأكبر والشرك الأكبر هم الذين يخلدون في النار أبد الآباد، كما قال الله في حقهم: كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ[البقرة:167]، وقال في شأنهم سبحانه: يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ[المائدة:37]، نسأل الله العافية.

المقدم: شكر الله لكم يا سماحة الشيخ وبارك فيكم وفي علمكم ونفع بكم المسلمين.

فتاوى ذات صلة