ما المستحب في نوافل الصلاة والقراءة فيها؟

السؤال:

الرسالة التالية بعثت بها إحدى الأخوات تقول: أنا مستمعة (س. أ.أ) من صنعاء، تقول في رسالتها: أنا من ضمن الآلاف المستمعين للبرنامج المفيد (نور على الدرب) وأشكر كل من ساهم في تطوير هذا البرنامج، وأرجو منكم أن توضحوا لنا عنوان البرنامج في كل حلقة، ثم تسأل وتقول: أنا كنت أصلي ركعتين سنة بعد كل فرض، لكن قال لي بعض الأشخاص: بأن صلاة السنة بعد كل فرض يجب أن نقرأ فيها آيات معينة مثل سورة الكافرون، وغير ذلك، فأرجو من سماحة الشيخ إفادتي بشروط صلاة السنة، وأيضًا سنة الوتر، إذ أني دائمًا أحب أن أحافظ على هذه السنة، جزاكم الله خيرًا. 

الجواب:

المشروع للمؤمن، والمؤمنة بعد الصلوات الخمس اثنا عشر ركعة، كان النبي يحافظ عليها -عليه الصلاة والسلام-: أربع قبل الظهر، تسليمتين قبل الظهر، ثنتين بعد الظهر، ثنتين بعد المغرب، ثنتين بعد العشاء، ثنتين قبل صلاة الصبح، هذه الرواتب التي كان يحافظ عليها النبي ﷺ حال كونه مقيمًا في المدينة، ويشرع لكل مؤمن ومؤمنة المحافظة عليها: أربع قبل الظهر، تسليمتين، تسليمة بعد الظهر، تسليمة بعد المغرب، تسليمة بعد العشاء، تسليمة قبل صلاة الصبح، والأفضل في البيت، وإن فعلها في المسجد فلا بأس، وإن صلى أربعًا بعد الظهر؛ كان أفضل، لكن ليست راتبة، قال فيها النبي ﷺ: من حافظ على أربع قبل الظهر، وأربع بعدها؛ حرمه الله على النار

فإذا صلى أربعًا بعد الظهر كان أفضل، وقبل العصر أربعًا، تسليمتين، لقول النبي ﷺ: رحم الله امرأً صلى أربعًا قبل العصر لكن ليست راتبة، ما كان النبي يحافظ عليها ﷺ لكنها مستحبة قبل العصر، تسليمتين؛ لقوله ﷺ: رحم الله امرأً صلى أربعًا قبل العصر ويقرأ فيها الفاتحة، وما تيسر، ليس فيها قراءة معينة، الفاتحة تكفي، ويقرأ معها ما تيسر، آيات، أو سور قصيرة، ما في بأس، ولا يتعين فيها سور معينة، ولا آيات معينة، يقرأ ما تيسر، الله يقول: فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ [المزمل:20].

والواجب الفاتحة -الحمد- والزائد سنة، إذا قرأ آيات، أو بعض السور بعد الفاتحة كله سنة، لكن بعد العصر ما يصلى بعدها، بعد الفجر لا يصلى بعدها، فأنت أيها السائل لا تصل بعد العصر، ولا بعد الفجر؛ لأنه وقت نهي؛ لأن العصر لا يصلى بعدها، والفجر لا يصلى بعدها، وفي السفر تسقط هذه الرواتب، إذا كان الإنسان مسافرًا، أو المرأة مسافرة، الأفضل عدم صلاة الرواتب هذه كلها، إلا سنة الفجر، المسافر حال سفره، الأفضل له ألا يصلي هذه الرواتب حال السفر، إلا سنة الفجر فإنه يصليها، كان النبي يصليها في السفر، والحضر -عليه الصلاة والسلام- سنة الفجر ركعتين قبلها.

وهكذا الوتر، السنة أن يصليه في السفر، والحضر جميعًا، كان النبي يحافظ عليه ﷺ في الحضر، والسفر، وأقله ركعة واحدة، وإن صلى ثلاثًا أو خمسًا، أو أكثر كله طيب، وكان النبي ﷺ في الغالب يصلي إحدى عشرة، يسلم من كل ثنتين، ويوتر بواحدة، وربما صلى ثلاث عشرة في بعض الأحيان، يسلم من كل ثنتين، ويوتر بواحدة، ومن صلى أقل، أو أكثر فلا بأس.

ويسن أيضًا صلاة الضحى في السفر، والحضر، صلاة الضحى سنة، ركعتين، أو أكثر، كان النبي يصليها ﷺ في بعض الأحيان، وأوصى بها بعض أصحابه، فصلاة الضحى سنة دائمًا، بعد ارتفاع الشمس إلى وقوفها، وقبل الزوال بقليل تترك، والأفضل عند شدة الضحى، الأفضل عند شدة الضحى، يعني: ارتفاع الضحى، وهي صلاة الأوابين، وفق الله الجميع، نعم.

المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرًا. 

فتاوى ذات صلة