حكم الزيادة على الأذان

السؤال: نعود في هذه الحلقة لو تكرمتم سماحة الشيخ إلى رسالة الأخ سعيد خميس الصويل من حضرموت جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية منطقة ترس، أخونا عرضنا بعضاً من أسئلته في حلقة مضت وفي هذه الحلقة يسأل ويقول: ما حكم الإسلام فيمن يضيف إلى النداء للصلاة شيئاً من تلاوة القرآن أو بعض الألفاظ الأخرى عبر مكبرات الصوت، حيث أن هذه الظاهرة منتشرة في كثير من المناطق، وأكثر ما تكون في شهر رمضان قبل وقت الفجر وفي أي وقت أرادوه من الليل، وفي مثل هذه الحالة تتكاثر الأصوات من جميع نواحي المنطقة مما يؤثر ذلك على السكان، فهل هذه الأفعال صحيحة أم لا، أفيدونا أفادكم الله؟ 

الجواب: هذا شيء لم يشرع بل هو بدعة، والواجب على المؤذن أن لا يضيف شيئاً إلى الأذان لا قبله ولا بعده، فلا يقرأ قبل الأذان، ولا يقول كلاماً قبل الأذان، ولا بعد الأذان يرفع صوته بالصلاة على النبي ﷺ أو بغير ذلك لا، بل يؤدي الأذان كاملاً، يبدؤه بقوله: الله أكبر، وينهيه بقوله: لا إله إلا الله، فلا يأت بشيء قبله ولا يأت بشيء بعده؛ لأن ذلك من البدع.
وقد قال ﷺ: من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد أي: مردود على صاحبه، خرجه مسلم في الصحيح، وعلقه البخاري جازماً به عن عائشة رضي الله عنها، ولقوله ﷺ: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد يعني مردود، ولم يكن بلال ولا غيره في عهد النبي ﷺ يأتي بشيء قبل الأذان ولا بعد الأذان، فإذا قال: (لا إله إلا الله) يقفل المكبر ينتهي، وفي الأذان يبدأ.. وفي الأول يبدأ الله أكبر، يبدأ الأذان بهكذا لا يتكلم بشيء قبل الأذان، فلا يقول: صلوا، أو سبحان الله، أو ما أشبه ذلك، أو يقرأ قبل الأذان لا، ولا بعد الأذان إذا قال: (لا إله إلا الله) يقول: اللهم صل وسلم على رسول الله يجهر بذلك في المكبر لا، بل يقفل المكبر ثم يصلي على النبي ﷺ بينه وبين نفسه وإن سمعه من حوله لا بأس لكن يقفل المكبر ليس تابعاً للأذان، بل يقوله بعد الأذان بينه وبين نفسه ولا مانع من أن يسمعه من حوله، ثم يقول: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمداً ﷺالوسيلة والفضيلة وابعثه المقام المحمود الذي وعدته إنك لا تخلف في الميعاد كما جاء في الحديث، روى البخاري في الصحيح عن النبي ﷺ أنه قال: من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة، آت محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه المقام المحمود الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة زاد البيهقي رحمه الله بإسناد جيد: إنك لا تخلف الميعاد وفي مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، عن النبي ﷺ أنه قال: إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول ثم صلوا علي، فإنه من صلى على واحدة صلى الله عليه بها عشراً، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو،، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة.
هذا هو المشروع للمؤمن لكن بعد قفل الأذان، بعد انتهاء الأذان، يقفل المكبر ثم يأتي بهذا، وهكذا قبله لا يتكلم بشيء.
والخلاصة: أن الأذان يبدأ بـ(الله أكبر) وينتهي بـ(لا إله إلا الله)، فمن زاد معه شيء يرفع به صوته أو في المكبر فقد أتى بدعة فينكر عليه ويعلم.
المقدم: بارك الله فيكم، إذاً الصلاة على النبي ﷺ برفع الصوت قريباً من الصوت الذي رفع بها الأذان يعتبر هذا..
الشيخ: بدعة.
المقدم: بدعة.
الشيخ: نعم.
المقدم: بارك الله فيكم. 
فتاوى ذات صلة