ما هي اليمين الغموس؟ وهل لها كفارة؟

السؤال:

من سوسة الجمهورية التونسية، السائل وناس، يقول في هذا السؤال: سماحة الشيخ، ما هي اليمين الغموس؟ وهل توجد كفارة لليمين الغموس إن كان كذلك؟

الجواب:

اليمين الغموس هي اليمين الكاذبة التي يقتطع بها الإنسان حق أخيه بغير حق، هذه اليمين الغموس الكاذبة، وهي التي قال فيها النبي ﷺ: من حلف على يمين ليقتطع بها مال امرئ مسلم بغير حق، فقد أوجب الله له النار، وحرم عليه الجنة في اللفظ الآخر: لقي الله وهو عليه غضبان.

فالذي يحلف كاذبًا أنه اشترى كذا، أو أنه أعطي كذا، أو ما أشبه ذلك، وهو كاذب هذه اليمين الفاجرة الغموس ليأخذ بها مال أخيه بغير حق، أو يحلف على أنه ما فعل كذا من العدوان على أخيه، أو أنه ما سبه، أو ما أشبه ذلك وهو كاذب هذه يمين الغموس، الذي يقتطع بها حق أخيه بغير حق.

وكل كاذبة فهي يمين غموس، لكنها تختلف في الكبر والعظم على حسب ما يترتب عليها من الظلم والشر، وليس فيها كفارة، فيها العقوبة العظيمة، والوعيد الشديد، فلو قال: والله ما سافرت وهو يكذب تكون يمين الغموس كاذبة، يأثم بها، ولكنها ليست مثل من قال: والله ما أخذت منه ولا شيئًا، وقد أخذ منه شيئًا؛ لأن هذا أخذ مال أخيه بغير حق، كأن يدعي عليه إنسان يقول: إنه اقترض مني ألف ريال فيحلف، يقول: ما اقترضت منه، والمقرض ما عنده بينة، والمقترض كاذب، يقول: والله ما اقترضت منه، هذه يمين الغموس؛ لأنه أخذ بها مال أخيه بغير حق، أو أعاره عارية مثل سلاح أو عباءة، أو إناء ثم يجحد ويحلف أنه ما استعار، فهذه يمين غموس؛ لأنه أخذ مال أخيه بغير حق بهذه اليمين، أو باع على أخيه شيء ثم جحد البيع، وليس عنده بينة، ليس عند المشتري بينة، فيحلف إني ما بعته، فهذا يمين الغموس عظيمة خطيرة؛ لأنه أخذ مال أخيه بغير حق، جحد حق أخيه بغير حق، وهكذا ما أشبه ذلك، واليمين الغموس كما تقدم هي الكاذبة، لكنها تختلف وتتفاوت تفاوتًا عظيمًا على حسب ما يترتب عليها من الشر، نعم.

المقدم: أحسن الله إليكم سماحة الشيخ.

فتاوى ذات صلة