الدعاء مطلوب من المسلم والكافر

السؤال:
السائلة (ف. ع) من مكة المكرمة تقول: سماحة الشيخ! هل هذا الدعاء يخص المسلم فقط أم أنه يخص الكافر أيضًا لو دعا به فيستجاب له: اللهم آجرني في مصيبتي واخلفني خيرًا منها؟

الجواب:
يدعو به المسلم والكافر، الدعاء مطلوب من المسلم والكافر، والمسلم حري بأن يجاب، والكافر قد يجاب وقد لا يجاب، قد يجيبه الله وقد لا يجيبه ؛ لأن كفره قد يكون من أسباب حرمانه للإجابة، وقد يجاب فيرزقه الله ولدًا صالحًا، أو قريبًا صالحًا يدعوه إلى الله ويحسن إليه ويعلمه الدين ويهديه الله على يديه، الدعوة دعوة طيبة يدعو بها المسلم والكافر. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا، في فقرتها الثانية تقول هذه السائلة سماحة الشيخ: هل الأدعية والأذكار التي تخاطب العباد بلفظ العبودية هل هي للمسلم والكافر أم أنها خاصة فقط بالمؤمنين؟
الشيخ: بل هي عامة لجميع الناس المسلمين وغير المسلمين، عامة لهم، فعليهم أن يدعو، المسلم يدعو وهو حري بالإجابة، والكافر قد يدعو ويستجاب له، فإذا قال: اللهم اغفر لي، أو تب علي، أو اللهم ارحمني، قد يتوب الله عليه ويرحمه ويهديه إلى الإسلام، وإذا قال: اللهم عافني أو اللهم ارزقني ولدًا صالحًا، أو اللهم أجرني من كذا، ارحمني من كذا فالباب مفتوح، الدعوة للجميع، الله يقول : وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ [البقرة:186].
الكافر عبد من عباد الله، ويقول جل وعلا: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60]، فكم من كافر استجيب له وهداه الله للإسلام، أو رزق ولدًا، أو أنجي من ضيق.. إلى غير ذلك، ربنا سبحانه وتعالى جواد كريم، يقول سبحانه: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ [النمل:62] هذا يعم المسلم والكافر.
وإجابة دعوة الكافر من إقامة الحجة عليه، إذا أجاب الله دعوته فهذا من إقامة الحجة عليه، فالواجب عليه أن يستجير بالله، وأن يتوب إليه الذي أجاب دعوته ورحمه، عليه أن يتوب إلى الله وأن يبادر بالتوبة والإخلاص والدخول في الإسلام والحذر من الشرك، ومن تاب تاب الله عليه. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا.
فتاوى ذات صلة