معنى حديث: (استوصوا بالنساء خيراً..)

السؤال: أختنا تسأل وتقول في الحديث: استوصوا بالنساء خيراً، فإن المرأة خلقت من ضلع أعوج، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه .. إلى آخر الحديث، الرجاء توضيح معنى الحديث، مع توضيح: أعوج ما في الضلع أعلاه؟

الجواب: هذا حديث صحيح رواه الشيخان في الصحيحين، عن النبي ﷺ أنه قال: استوصوا بالنساء خيراً، هذا أمر للأزواج والآباء والإخوة وغيرهم أن يستوصوا بالنساء خيراً، وأن يحسنوا إليهن، وأن لا يظلموهن، وأن يعطوهن حقوقهن، هذا واجب على الرجال من الآباء والإخوة والأزواج أن يتقوا الله في النساء، وأن يعطوهم حقوقهن، هذا هو الواجب؛ ولهذا قال: استوصوا بالنساء خيراً، وينبغي أن لا يمنع من ذلك كونها قد تسيء إلى زوجها أو إلى أقاربها بلسانها أو بغير ذلك؛ لأنهن خلقن من ضلع كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه، ومعلوم أن أعلاه ما يلي منبت الضلع، فإن الضلع يكون فيه اعوجاج هذا هو المعروف فيه، فالمعنى: أنه لا بد يكون في خلقها شيء من العوج والنقص، ولهذا في الحديث الآخر في الصحيحين: ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن، فبين ﷺ أنهن ناقصات عقل ودين، وإن كن لا يرضين بذلك في الغالب، يكرهن أن يسمعن هذا الكلام إلا من هداه الله ووفقه، فالمقصود أن هذا حكم النبي ﷺ، وهو ثابت في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري .
ومعنى نقص العقل كما قال النبي ﷺ أن شهادة إحداهن بنصف الرجل، فالمرأتان برجل، هذا من نقص العقل، ومن نقص الدين كما قال النبي ﷺ: تمكث الأيام والليالي لا تصلي، يعني: من أجل الحيض، وهكذا في النفاس، وهذا نقص كتبه الله عليها، فينبغي لها أن تعترف بذلك، ولا يمنع من هذا كون بعضهن عندها حذق وعندها معرفة وعندها بصيرة، لكن لا يمنع ذلك من كون النقص موجود، فهي مهما بلغت من العلم، ومهما بلغت من الذكاء والبصيرة، هذا النقص لازم لها، هذا نقص لابد منه، فشهادة المرأتين برجل، وهكذا ما يصيبها من الحيض والنفاس هذا واقع، فينبغي للمرأة أن تعرف قدرها، وأن تقف عند حدها، وأن تسأل الله التوفيق، وأن تجتهد في الخير، أما أن تحاول مخالفة الشريعة فيما بين الله ورسوله فهذا غلط منها ونقص عليها، وهو من نقصها أيضاً، والله المستعان. نعم. 
فتاوى ذات صلة