حكم من نسي شيئًا من القرآن

السؤال:

يقول: إنني كنت حافظًا لبعض الأجزاء من القرآن الكريم، لكنني ألاحظ أنني نسيت بعض السور، فهل علي إثم؟

الجواب:

عليك أن تجتهد، ولا إثم عليك -إن شاء الله-، الإنسان من طبيعته النسيان، يقول النبي ﷺ: إنما أنا بشر مثلكم، أنسى كما تنسون الإنسان من طبيعته النسيان، ما يستطيع السلامة من النسيان، فإذا نسي بعض السور، يجتهد في حفظها، والحمد لله.

أما حديث: (من حفظ القرآن ثم نسيه، لقي الله وهو أجذم) هذا حديث غير صحيح، الحديث الذي فيه وعيد في نسيان القرآن بعد حفظه، هذا حديث ضعيف، ولفظه: (من حفظ القرآن ثم نسيه لقي الله وهو أجذم) حديث ضعيف.

وأما قوله -جل وعلا-: فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى ۝ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ۝ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا ۝ قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى [طه:123-126] هذا المراد: نسيان العمل، نسيان العمل بترك العمل بطاعة الله ورسوله، ما هو بنسيان القلب، الرسول ﷺ نسي، وسها في الصلاة، سلم من ثنتين، سلم من ثلاث، وزاد خامسة نسيانًا، ترك التشهد الأول نسيانًا، كل البشر ينسى، وإذا نسي بعض السور أو الآيات لا يضر، ونسي بعض الآيات -عليه الصلاة والسلام-.

لكن المراد بالآية يعني: نسيان العمل، يعني: الترك، ترك العمل بطاعة الله ورسوله، نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ([التوبة:67] يعني: تركوا حق الله، تركوا دينه، وأعرضوا عنه، فنسيهم، يعني: أعرض عنهم، وإلا هو لا ينسى ، وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا [مريم:64] لكن نسيهم؛ تركهم في ضلالهم وعماهم، تركهم في النار يوم القيامة، فهكذا النسيان الذي ذمه الله هنا، يعني: ترك العمل، والإعراض عن الدين، نعوذ بالله من ذلك، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم.

فتاوى ذات صلة