حكم الاحتفال بمولد النبي ﷺ والصلاة خلف من يحتفل به

السؤال:

المستمع فؤاد (ع.ح) بعث برسالة يقول فيها: أرجو من الله، ثم منكم -حفظكم الله- أن تخبروني عن حكم المولد النبوي؟ وعن حكم من يقوم به، وخاصة إذا كان إمامًا، وخطيبًا لمسجد؟ وهل تجوز الصلاة خلفه؟ حيث أني إذا قلت لأحدهم: إن هذا الأمر بدعة منكرة، انزعج كثيرًا، واحتج بحديث في مسلم في فضل صيام يومي الخميس والإثنين، والشاهد من الحديث وهو يوم ولدت فيه الحديث، فماذا نفعل تجاه هؤلاء الناس، وخاصة أنهم من أصحاب المساجد؟ وإنا لله، وإنا إليه راجعون، وجزاكم الله عنا وعن المسلمين خيرًا. 

الجواب:

الاحتفال بالموالد من البدع التي حدثت في الناس، ومنها مولد النبي ﷺ فالاحتفال به من البدع التي حدثت للمسلمين، ولم يفعله النبي ﷺ ولا أصحابه، لا الخلفاء الراشدون، ولا غيرهم، وهكذا لم يفعله المسلمون في القرون المفضلة الثلاثة، وقد قال -عليه الصلاة والسلام- في الحديث الصحيح: من عمل عملًا ليس عليه أمرنا؛ فهو رد يعني: فهو مردود، وقال -عليه الصلاة والسلام-: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه؛ فهو رد أي: فهو مردود.

فالواجب على المسلمين ترك ذلك، وأن يعتنوا بسنته ﷺ واتباع سيرته، والاستقامة على هديه -عليه الصلاة والسلام- أما الاحتفال بالمولد فلا وجه له، بل هو بدعة من البدع التي يجب تركها، والمطلوب من المسلم اتباع الرسول ﷺ وتعظيم شرعه، وتعظيم سنته، والسير على منهاجه كما قال الله : قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ [آل عمران:31] وقال سبحانه: ومَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا [الحشر:7].

فالواجب محبته، واتباعه، والأخذ بما جاء به، والحذر مما نهى عنه، هذا هو واجب المسلم، أما البدع فلا المولد، وغير المولد لا تجوز البدع في الدين، بل يجب تركها، فالاحتفال بالموالد، والبناء على القبور، واتخاذ المساجد على القبور، والصلاة عند القبور، كل هذه من البدع التي أحدثها الناس.

وهكذا بدعة الإسراء، والمعراج في سبعة وعشرين رجب، الاحتفال بها من البدع أيضًا، لا أصل لها في الشرع.

وينبغي أن ينصح الإمام الذي يصلي بالناس أن يدع هذا، والصلاة خلفه صحيحة إذا كان ما عنده إلا بدعة المولد، فالصلاة خلفه صحيحة؛ لأنها بدعة، وليست كفرً.

لكن إذا كان في المولد يدعون الرسول ﷺ ويستغيثون به، هذا كفر أكبر، إذا كانوا يدعون الرسول ﷺ ويستغيثون به، وينذرون له؛ هذا من الكفر الأكبر، أما مجرد الاحتفال بالمولد، والأكل، وجمع الطعام، والإجماع على الطعام، وتلاوة القصائد التي ما فيها شرك، هذا بدعة، أما القصائد التي فيها الشرك مثل البردة إذا أقروا بما فيها من الشرك مثل قوله:

يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به

سواك عند حدوث الحادث العمم

إن لم تكن في معادي آخذًا بيدي

فضلًا وإلا فقل يا زلة القدم

فإن من جودك الدنيا وضرتها

ومن علومك علم اللوح والقلم

من يعتقد هذا يكون كافرًا، نسأل الله العافية.

فالمقصود: أن الواجب على المسلمين أن يحذروا الشرك، والبدع جميعًا، وأن يتواصوا بتركها، ويتفقهوا في الدين، ويتعلموا، ويسألوا أهل العلم، أهل السنة، يسألونهم عن هذه البدع، نسأل الله للجميع الهداية، والتوفيق، والبصيرة، نعم.

المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرًا، الاحتجاج بذلكم الحديث سماحة الشيخ؟

الشيخ: أما حديث أبي قتادة عن النبي ﷺ أنه سئل عن صوم يوم الإثنين، فقال: ذلك يوم ولدت فيه، وبعثت فيه هذا لا حجة فيه؛ لأنه يدل على شرعية صوم يوم الإثنين، ويوم الإثنين يصام؛ لأنه يوم ولد فيه النبي ﷺ وأنزل عليه فيه؛ ولأنه تعرض فيه الأعمال على الله مع الخميس، والنبي ﷺ كان يصوم الإثنين والخميس، ويقول: إنهما يومان تعرض فيهما الأعمال على الله؛ فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم فصوم يوم الإثنين لا بأس، طيب مثلما صامه النبي ﷺ ما قال: فاحتفلوا به، واجعلوا فيه عيدًا، إنما شرع صومه فقط، فمن صامه؛ فقد أحسن، ومن أحدث المولد بالاحتفال، وجمع الناس على الطعام، وقراءة القصائد هذه هي البدعة، فرق بين هذا وهذا، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا. 

فتاوى ذات صلة