حكم رفع اليدين عند الدعاء بعد الصلاة

السؤال:

من المستمع عبدالجليل محمد دبوان قائد من جمهورية اليمن رسالة ضمنها بعض الأسئلة، في أحد أسئلته يقول: هل يجوز رفع الأيدي عند الدعاء بعد الصلاة، أم لا؛ ذلك لأنا سمعنا من بعض الإخوة أنه بدعة، فما الجواب على ذلك؟ جزاكم الله خيرًا. 

الجواب:

رفع الأيدي عند الدعاء من أسباب الإجابة، وكان النبي ﷺ يرفع يديه عند الدعاء، ولما استسقى بالمسلمين رفع يديه في الدعاء في خطبة الجمعة، وهكذا لما خرج إلى الصحراء، وصلى بالناس صلاة الاستغاثة، وهي صلاة الاستسقاء رفع يديه في الخطبة، ودعا، فرفع اليدين من أسباب الإجابة، يقول ﷺ: إن ربكم حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرًا يعني: خاليتين.

فالله -جل وعلا- كريم جواد وحيي يحب من عباده أن يضرعوا إليه بالدعاء، وأن يجتهدوا في الدعاء، وأن يرفعوا الأيدي في الدعاء، هذا من أسباب الإجابة.

لكن إذا كان الدعاء في محل لم يرفع فيه النبي ﷺ يديه لا نرفع؛ لأن الرسول ﷺ يقتدى به في الفعل، والترك -عليه الصلاة والسلام- كما يقتدى به في الفعل يقتدى به في الترك.

فإذا كانت عبادة ما رفع فيها لا نرفع فيها، مثل خطبة الجمعة إذا لم يستسق لا يرفع في الدعاء، ولا في خطبة العيد إذا لم يستسق.

وكذلك في دعائه بين السجدتين ما كان يرفع، وهكذا دعاؤه في آخر الصلاة قبل أن يسلم ما كان يرفع ﷺ فلا يرفع في هذا، وهكذا بعد الفريضة إذا سلم من الفريضة الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، والفجر ما كان يرفع، فلا نرفع في هذه المواضع؛ لأن الرسول ما رفع فيها ﷺ وهو القدوة في فعله، وتركه -عليه الصلاة والسلام- نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا. 

فتاوى ذات صلة