حكم الذهاب إلى المقابر لدعاء أصحابها

السؤال:

يذهب الناس عندنا في يوم العيد إلى المقابر، وينادون الشيوخ -كما يطلقون عليهم- لقضاء حوائجهم، فهل يجوز هذا أم لا؟

الجواب:

الذهاب إلى القبور لدعاء الأموات، والاستغاثة بالأموات؛ هذا من الشرك الأكبر، هذا لا يجوز، بل هو من عمل الجاهلية، من عمل أهل الشرك، فلا يجوز دعاء الأموات، لا عند قبورهم، ولا بعيدًا من ذلك، ولا طلبهم المدد، كأن يقول: يا سيدي البدوي اقض حاجتي، اشف مريضي، المدد المدد، أو يا سيدي عبدالقادر، أو يا شيخ عبدالقادر ، أو يا رسول الله اشف مريضي، أو المدد المدد، أو غير هذا من الأساليب، بل هذا من الشرك الأكبر، ومن عمل الجاهلية. 

وإنما تزار القبور للسلام عليهم، والدعاء لهم، إذا كانوا مسلمين، يزورهم، ويقول: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا -إن شاء الله- بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية، يغفر الله لنا ولكم.

فالميت المسلم في حاجة إلى الدعاء، إلى أن يدعى له، ويترحم عليه، أما أنه يدعى من دون الله؛ فهذا من الجرائم العظيمة، هو لا يستطيع أن ينفع نفسه، فكيف ينفع غيره، ليس له إلا ما قدم من عملٍ صالح، والله يقول -جل وعلا-: فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا [الجن:18] ويقول : وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ [يونس:106] ويقول ﷺ: الدعاء هو العبادة والله يقول سبحانه: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ [الإسراء: 23]، إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة:5] ويقول -جل وعلا- لنبيه ﷺ: قُلْ إِنَّ صَلاتِي [الأنعام:162] يعني: قل يا محمد للناس: إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي [الأنعام:162] يعني: عبادتي، وفسر أيضًا: بالذبح، بذبحي، وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ۝ لا شَرِيكَ لَهُ [الأنعام:163].

فالواجب على جميع العباد أن يخصوا الله بالعبادة، من دعاء، وخوف، ورجاء، وتوكل، وذبح، ونذر، وغير هذا من أنواع العبادة، هذا حق الله، وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56]، وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ [البينة:5] والدعاء من العبادة، طلب الشفاء، أو الشفاعة، أو المدد، أو قضاء الدين، أو سلامة الأولاد، أو سلامة الدواب والمزرعة، كل هذا شرك بالله، إذا طلبه من الأموات، أو من الأصنام والأشجار والأحجار، صار شركًا بالله ، فالواجب الحذر، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا.

فتاوى ذات صلة