حكم رفع الصوت بالقرآن في المساجد قبيل الصلاة

السؤال:

مستمع بعث يسأل ويقول: علمنا أن رسول الله ﷺ قد نهى عن رفع الصوت في المساجد في أوقات الصلاة ولو بقراءة القرآن، وقد لاحظت أن معظم الإخوة المسلمين حيث أقيم يرفعون أصواتهم بقراءة القرآن وخاصة في الأوقات بين الأذان والإقامة لدرجة قد تجعلني في كثير من الأحيان لا أحسن الوقوف بين يدي الرحمن، فما العمل؟

وأرجو الله إن كان في تصرف هؤلاء الإخوة ما لا يجوز أن ينبهوا على ذلك كثيرًا فإن الأمر قد عم جميع المساجد، حتى إنك إذا أخبرت أحدهم بما في هذا الأمر فإما أن يتعجب مما تقول: وإما أن يستمع إليك ثم لا يتوقف عن فعل ذلك العمل، هدانا الله جميعًا إلى سواء السبيل، وصاحب هذا السؤال أخ مصري يعمل في السعودية كما يقول: يبدو أن اسمه طارق حسين.

الجواب:

لا شك أن هذا واقع في المساجد، ولا شك أن الأفضل عدم الجهر بالصوت، وعدم رفع الصوت في الصفوف في المساجد، وأن الإنسان يقرأ وهو خافض صوته حتى لا يشوش على من حوله من القراء والمصلين هذا هو السنة، وقد ثبت عنه ﷺ أنه خرج ذات يوم إلى الناس في المسجد وهم يقرءون، قد رفعوا أصواتهم فقال: كلكم يناجي الله فلا يجهر بعضكم على بعض أو كما قال عليه الصلاة والسلام.

فالمقصود أن السنة مراعاة من حوله من المصلين، وألا يجهر بقراءته فيشوش عليهم، ولكن يقرأ قراءة منخفضة ليس فيها تشويش بينه وبين نفسه، أو يرفع قليلًا لا يتعدى الضرر إلى غيره لكنه رفع قليل.

فالحاصل: أنه ينبغي له أن يراعي شعور المصلين فلا يجهر جهرًا يشوش على مصل أو على قارئ، أما لو قدر أن من حوله يسمعون وينصتون له وليس في ذلك أذىً لأحد بلا بأس بالجهر الذي ينفع من حوله، إذا فرضنا أنه في مكان من الصف حوله مستمعون يحبون أن يرفع صوته قليلًا حتى يستمعوا هذا فيه نفع لهم ولا حرج فيه؛ لأنه لا يضر أحدًا، ولكن في الأغلب أنه يكون حوله المصلي وحوله القارئ فالذي ينبغي له أن يسر أن يخفض صوته، وأن يكون بقدر ما لا يؤذي أحدًا ممن حوله. نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا.

فتاوى ذات صلة