حكم الدعاء ب (اللهم إن كنت كتبت علي شقاء...)

السؤال:

هذا سائل للبرنامج أرسل بهذا السؤال يقول: لقد قرأت بأن عمر كان يقول: "اللهم إن كنت كتبت علي شقاء، أو ذنبًا فامحه عني، فإنك تمحو ما تشاء، وتثبت ما تشاء" السؤال: هل إذا دعا الرجل ليمحو الله عنه بأنه شقي، مع العلم بأن الله أمر القلم أن يكتب مقادير السماوات والأرض، فهل يمحو الله ذلك؛ حيث سمعت منكم: بأن القدر قدران: قدر محتوم، وقدر معلق، فهل هذه المقولة التي قالها عمر تدخل في القدر المعلق، أم القدر المحتوم؟ 

الجواب:

هذه الرواية عن ابن عمر ... عن عمر ، يروى عن ابن عمر -رضي الله عنهما- والصواب: أن هذا الدعاء لا يصلح، ولكن يسأل ربه المغفرة والرحمة، يقول: اللهم اغفر لي .. اللهم ارحمني .. اللهم أدخلني الجنة .. اللهم أنجني من النار، وأما من كتبه الله شقيًا؛ فإنه يموت شقيًا، ومن كتبه الله سعيدًا يموت سعيدًا، كما دلت عليه النصوص من الكتاب والسنة، لكن القدر لا يعلمه الإنسان، القدر علمه عند الله، ولكن المؤمن يسأل ربه، والمؤمنة كذلك تقول: اللهم اغفر لي، وارحمني كما دعا النبي ﷺ اللهم أدخلني الجنة .. اللهم أنجني من النار، إلى غير ذلك، يسأل ربه الخير، ويتعوذ بالله من الشر، والقدر علمه عند الله -جل وعلا- ولكن الإنسان يسأل ربه كل خير، ويستعيذ بربه من كل شر، كما كان النبي ﷺ يسأل الله الجنة، ويتعوذ به من النار، ويسأله المغفرة  وقال له رجل: «يا رسول الله! إني لا أحسن دندنتك، ودندنة معاذ، ولكني أسأل الله الجنة، وأعوذ به من النار، فقال ﷺ: حولها ندندن يعني: حول هذا السؤال. نعم.

فالمقصود: أن الإنسان يسأل ربه الخير، ويتعوذ بالله من الشر، أما أن يقول: اللهم إن كنت كتبتني شقيًا فاكتبني سعيدًا. هذا لا أصل له، والله -جل وعلا- بيَّن أن قدره ماضي ونافذ، وبيَّن الرسول ﷺ ذلك. نعم. 

المقدم: جزاكم الله خيرًا سماحة الشيخ. 

فتاوى ذات صلة