ضابط الغيبة ودور من علم في أخيه عيباً

السؤال:

أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من المملكة الأردنية الهاشمية، باعثتها إحدى الأخوات تقول: المرسلة (م. ص. ع) من الأردن، أختنا تقول: هل يجوز أن أقول: قال فلان، أو فلانة كذا وكذا، دون ذكر اسمه، هل يعتبر ذلك غيبة، وما هي حدود الغيبة، جزاكم الله خيرًا؟ 

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه، أما بعد. 

فقد سئل النبي ﷺ عن الغيبة فقال -عليه الصلاة والسلام-: ذكرك أخاك بما يكره هذه الغيبة: ذكرك أخاك بما يكره، وهكذا أختي في الله، فإذا قال: فلان بخيل، فلان جبان، فلان رديء في الصلاة، فلانة فيها كيت وكيت من العيوب؛ هذه غيبة ذكرك أخاك بما يكره قيل: يا رسول الله! إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول؛ فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه؛ فقد بهته فهو بين أمرين، إما داخل في الكاذب، وإما مغتاب.

فالواجب الحذر، والله يقول سبحانه: وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا [الحجرات:12] وإذا كنت تعلم من أخيك نقصًا، وهكذا المؤمنة إذا علمت من أخيها، أو أختها في الله نقصًا؛ فالنصيحة النصيحة، والمشافهة المكاتبة، بالتلفون الحمد لله، الله -جل وعلا- يقول: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى [المائدة:2] ويقول سبحانه: وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ [العصر:3] وَالْعَصْرِ ۝ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ۝ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر:1-3] ويقول النبي ﷺ: الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم وقال جرير بن عبدالله البجلي الصحابي الجليل: بايعت النبي ﷺ على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم.

فالوصية لجميع إخواني في الله، وأخواتي في الله الحذر من الغيبة والنميمة، وسائر المعاصي، والذي عنده انتقاد على أخيه في الله، أو أخته في الله النصيحة، يبدي له النصيحة، بلغني عنك كذا، أنك عاق لوالديك، أنك تتكاسل عن الصلاة، أنك كذا وكذا؛ فاتق الله يا أخي، وإن كانت امرأة اتقي الله يا أختي في الله، اجتهدي في الصلاة في وقتها، اجتهدي في بر والديك، احذري شر لسانك وهكذا، الرجل ينصح والمرأة تنصح بالمكاتبة، أو بالمشافهة التي ليس فيها إظهار عيب الأخ عند الناس، أو عيب الأخت عند الناس، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا وأحسن إليكم. 

فتاوى ذات صلة