تفسير قوله تعالى: (وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ...)

السؤال:

رسالة وصلت إلى البرنامج من أحد الإخوة المستمعين ضمنها جمعًا من الأسئلة، من بين أسئلته سؤال عن تفسير آية من كتاب الله، نص الآية: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ [الأنعام:137] فسروا لنا هذه الآية؟ جزاكم الله خيرًا. 

الجواب:

هذه الآية الكريمة على ظاهرها (شركاؤهم): معبوداتهم من دون الله، زينوا لهم زين لهم الشيطان الذين هم عبدوه من دون الله، وزين لهم معبوداتهم من دون الله أن يقتلوا أولادهم ظلمًا وعدوانا، وقالوا في هذا: إن قتل البنت خشية العار، وقتل الولد خشية الحاجة والفقر، فنهاهم الله عن هذا بقوله -جل وعلا-: وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ [الأنعام:151] ولهذا قال -جل وعلا-: لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ [الأنعام:137] يعني: ليشبهوا عليهم دينهم وليهلكوهم.

فالواجب الحذر من طاعة الشياطين الذين يدعون إلى الشرك بالله، وإلى قتل الأولاد بغير حق، وإلى كل فجور وظلم، وسماهم الله شركاء؛ لأنهم شركوهم مع الله في العبادة، وأطاعوهم في معاصي الله، والشرك به، فسموا شركاء؛ لأجل ذلك، والله سبحانه ليس له شريك، بل هو الواحد الأحد، الذي يستحق العبادة دون كل ما سواه -جل وعلا- نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا. 

فتاوى ذات صلة