الجمع بين: «إنا لم نرده عليك» وبين: «فكلوا ما بقي من لحمه»

السؤال: حديث الصعب بن جثامة أنه أهدى لرسول الله ﷺ حمارًا وحشيًا وهو بالأبواء أو بودان فرده عليه وقال: إنا لم نرده عليك إلا أنا حرم متفق عليه. هل هو ناسخ لحديث أبي قتادة في قصة صيده الحمار الوحشي وهو غير محرم قال: فقال رسول الله ﷺ لأصحابه وكانوا محرمين: هل منكم أحد أعانه أو أشار إليه بشيء؟ قالوا: لا. قال: فكلوا ما بقي من لحمه متفق عليه. لأن حديث أبي قتادة في الحديبية وحديث الصعب في الصلح؟

الجواب: لا تعارض بينهما؛ لأن أبا قتادة لم يصده للمحرمين ولم يعينوه عليه. وأما الصعب فقد أهداه للنبي ﷺ حيًا والمحرم ممنوع من الصيد الحي كما أنه ممنوع من أكل ما صيد من أجله ولو كان صاحبه قد ذبحه، هذا هو الجمع بين الحديثين، ويدل على ذلك أيضًا حديث جابر أن النبي ﷺ قال: صيد البر لكم حلال ما لم تصيدوه أو يُصَدْ لكم[1]. والله ولي التوفيق.

السـؤال: هل ورد في بعض الروايات أنه حي؟
الجـواب: في بعض الروايات أنه حي، وفي بعضها أنه أهدي عجز حمار أو رجل حمار، ورواية رجل حمار أو عجز حمار محمولة على أنه صاده من أجل النبي عليه الصلاة والسلام.

السـؤال: أبو قتادة هل صاده لأجلهم أم أنه أهداه لهم؟
الجـواب: لم يصده لأجلهم وإنما أهداه لهم كما تقدم[2].
 

  1. رواه أبو داود في (المناسك) باب لحم الصيد للمحرم برقم 1851. 
  2. من ضمن أسئلة موجهة لسماحته في درس بلوغ المرام. (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 17/ 204). 
فتاوى ذات صلة