حكم الحلف بالأنبياء والآباء والشرف والقرآن

السؤال: السؤال الثاني في رسالة الأخ (م. ج) سوريا الرقة يقول فيه: عندنا الكثير من الناس يحلفون بغير الله، فهل هذا جائز؟ مثلاً يقولون: وحياة النبي محمد عليه الصلاة والسلام، وحياة عيسى أو موسى عليهما السلام، أو وحياة القرآن، أو وحياة قبر أبوي، أو أقسم في شرفي. أفيدوني بهذا جزاكم الله خير الجزاء.

الجواب: الحلف بغير الله لا يجوز، بل يجب أن يكون الحلف بالله وحده سبحانه وتعالى؛ لما ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: من كان حالفاً فلا يحلف إلا بالله أو ليصمت، وقال عليه الصلاة والسلام: من حلف بغير الله فقد أشرك وفي اللفظ الآخر: فقد كفر وفي اللفظ الآخر: فقد كفر أو أشرك، فالحلف بغير الله من المحرمات الكفرية، ولكنه من الشرك الأصغر؛ إلا إذا قصد أن محلوفه عظيم كعظمة الله أو أنه يتصرف في الكون أو أنه يصلح أن يدعى من دون الله صار كفراً نعوذ بالله، فإذا قال: وحياة فلان أو وحياة الرسول أو وحياة عيسى أو وحياة موسى أو شرفي أو قبر أبي أو ما أشبه ذلك كله حلف بغير الله كله لا يجوز، أو حلف بالأمانة أو بالكعبة كل ذلك منكر. الواجب أن لا يحلف إلا بالله وحده سبحانه وتعالى أو بصفة من صفاته أو باسم من أسمائه عز وجل، والقرآن من كلام الله، القرآن من صفات الله، فإذا قال: والقرآن أو وحياة القرآن هذا لا بأس لأن القرآن كلام الله سبحانه وتعالى، فإذا حلف بالقرآن أو قال: بعزة الله أو بعلم الله أو بحياة الله فلا بأس، صفات الله يقسم بها، لكن المخلوقون لا لا يقسم بمخلوق، لا بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو أشرف الخلق ولا بالكعبة ولا بالأمانة ولا بحياة فلان ولا شرف فلان ولا غير ذلك؛ لأن الرسول نهى عن هذا عليه الصلاة والسلام وحذر منه عليه الصلاة والسلام، وقال ابن عبد البر الإمام المشهور رحمه الله: أجمع العلماء على أنه لا يجوز الحلف بغير الله.
فيجب على المؤمن أن يحذر هذه الأيمان الباطلة، وأن يحذر إخوانه من ذلك، وأن يدعوهم إلى أن يحلفوا بالله وحده . نعم.
المقدم: أحسن الله إليكم. 
فتاوى ذات صلة