أين توضع السبابة في الصلاة؟

السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم، سماحة الوالد: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فإني أحبكم في الله، السؤال: اختلفت الأقوال في وضع السبابة في أثناء التشهد، فهل هذا الاختلاف من اختلاف التنوع، أم هو اختلاف حقيقي، وما هو الراجح؟ وفقكم الله.

الجواب:
أولا: أحبك الله الذي أحببتنا له؛ لقول النبي ﷺ: سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، إمام عادل، وشاب نشأ في طاعة الله، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه، ووجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه[1] متفق على صحته.
وروى مسلم في الصحيح عن النبي ﷺ أنه قال: يقول الله يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي[2]، وثبت في صحيح مسلم عن النبي ﷺ أن رجلا زار أخًا له في قرية، فأرصد الله له في طريقه ملكا في صورة إنسان، فلما مر عليه قال: أين تريد؟ قال: أريد أن أزور أخًا لي في الله في القرية الفلانية، قال: هل لك من نعمة تربها عليه؟ قال: لا، إلا أني أحبه في الله، فقال له الملك: إني رسول الله إليك، إن الله يحبك كما أحببته[3] فالتحاب في الله من أوثق عرى الإيمان.
أما السبابة: فالسنة رفعها في التشهد من حين تجلس إلى أن تسلم وهي مرفوعة بانحناء قليل، إشارة إلى التوحيد، وتقبض الأصابع كلها، أو تقبض الخنصر والبنصر وتحلق الإبهام والوسطى، كل هذا جائز في الصلاة، وهو من السنة، فعل النبي ﷺ هذا وهذا، هذه هي السنة في التشهد الأول والتشهد الأخير، فرفع السبابة إشارة للتوحيد، ويحركها عند الدعاء، كما في الحديث، وعند قوله: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم...، إلخ[4].
  1. أخرجه البخاري في كتاب الأذان، باب: من جلس في المسجد ينتظر الصلاة وفضل المساجد برقم 660، ومسلم في كتاب الزكاة، باب: فضل إخفاء الصدقة برقم 1031.
  2. أخرجه مسلم في كتاب البر والصلة والآداب، باب في فضل الحب في الله برقم 2566.
  3. أخرجه مسلم في كتاب البر والصلة والآداب، باب فضل الحب في الله 2567.
  4. من ضمن الأسئلة المطروحة على سماحته بعد المحاضرة التي ألقاها في جامعة الإمام بالرياض. (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 29/ 297).
فتاوى ذات صلة