حكم قص اللحية، وهل حكم قصها كحكم حلقها؟

السؤال:
هل يجوز حلق العارضين؟ وما حكم قص اللحية؟ وهل حكم قصها كحكم حلقها؟

الجواب:
اللحية كرامة من الله للرجل، وجعلها الله ميزة له عن النساء، وجعلها ميزة له عن الكفرة والعصاة الذين يحلقون لحاهم، فهي زينة للرجال، وهي نور في الوجه، وهي ميزة له عن النساء، فلا يجوز له أن يتعرضها بحلق ولا قص، فلا يحلقها ولا يقصها ولا يحلق العارضين مع الخدين؛ لأن اللحية تشمل الشعر الذي ينبت على اللحيين والذقن، فما نبت على الخدين والذقن فهو اللحية.
وهكذا الذي تحت الشفة السفلى داخل في اللحية، فلا يجوز له قصها ولا حلقها، بل يجب إكرامها وإعفاؤها وتوفرها؛ لأن النبي ﷺ أمر بإعفاء اللحى وقص الشوارب، وقال: خالفوا المشركين، قصوا الشوارب وأعفوا اللحى، وقال عليه الصلاة والسلام: جزوا الشوارب وأرخوا اللحى، خالفوا المجوس، وفي لفظ: وفروا اللحى، و أوفوا اللحى.
فعلى المسلم أن يوفرها ويعفيها، ويحرم عليه قصها أو حلقها، هذا هو الواجب على المسلم، فلا ينبغي أن يرضى بأن يشابه أخته وبنته وعمته وأمه، أو الكفرة أو العصاة، بل ينبغي له أن يخدمها ويوفرها حتى يبقي على سمة الرجال ووجوه الرجال، وحتى يتباعد عن مشابهة المجوس والمشركين الذين يحلقونها ويطيلون السبالات، وهي الشوارب، فالشارب يقص ويحفى، واللحية تعفى وترخى، هذا هو المشروع، وهذا هو الواجب، والله المستعان[1].
  1. من ضمن الأسئلة الموجهة لسماحته بعد المحاضرة التي ألقاها في الجامع الكبير بالرياض بعنوان (الزكاة ومكانتها في الإسلام). (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 29/ 44). 
فتاوى ذات صلة