حكم مجالسة وصُحبة من لا يصلي

السؤال:

هناك من الأصدقاء من أسير معهم وأعتبرهم كالإخوة، فهم أوفياء ومخلصون، ولكنهم لا يصلون، والعياذ بالله، وبعضهم يصلي في رمضان فقط، والبعض الآخر يأتي الفواحش ما نهى الله ورسوله ﷺ عنه. 

وأنا بصفتي مسلم أحاول مع بعض الأصدقاء جذبهم إلى الصلاة والعبادة، فهل أقاطعهم التزامًا بقول رسول الله ﷺ: بين المسلم والكافر ترك الصلاة، فمن تركها فقد كفر صدق رسول الله؟ وإن قاطعتهم فهل معنى ذلك أن أقاطع معظم الزملاء من منطقتي، ومن مرحلتي الدراسية الذين لا يصلون، وأبقى منعزلًا عن هؤلاء الناس؟

أفيدوني، جزاكم الله خيرًا.

الجواب:

نعم، نعم، عليك أن تقاطعهم إذا لم يقبلوا النصح، ولم يستفيدوا منك، ولم يسترشدوا منك، فعليك أن لا تصحبهم، وأن لا يكونوا زملاء لك في الزيارات، أو الأكل، ونحو ذلك، بل تقاطعهم ولا يضرك أن تدرس في المدرسة التي هم فيها، لكن لا تتخذهم أصحابًا، ولا زملاء في الأكل والشرب، والزيارة للإخون الآخرين لا، قاطعهم حتى يعلموا أنك تهجرهم، وأنك تبغضهم في الله؛ لأن ترك الصلاة كفر أكبر على الصحيح، يقول النبي ﷺ: بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة.

فالذين لا يصلون وقد نصحتهم لله، وأعذرت فيهم عليك أن تقاطعهم، لا تجب دعوتهم، ولا تدعوهم إلى وليمة عندك، ولا تكن معهم في الزيارات، قاطعهم حتى يعلموا صدقك في بغضهم في الله، وإنكارك عليهم، وتسأل الله مع هذا أن الله يهديهم في صلاتك، وفي سجودك، وفي أوقات أخرى، تسأل الله أن الله يهديهم، ويمن عليهم بالتوبة، فأنت تحب لهم الخير تسأل الله لهم الهداية، لكن تظهر لهم الجفاء والكراهة والهجر لعلهم يهتدون.

فإن رجوت إسلامهم، ورجوت هدايتهم فلا تقطع عنهم الزيارة للدعوة فقط، تزورهم بين وقت وآخر للدعوة، لا لأنهم أصحاب، بل للدعوة والتوجيه لعلهم يهتدون، نعم.

السائل: جزاكم الله خيرًا. 

فتاوى ذات صلة