ما صحة حديث "إن العبد ليموت والده أو أحدهما..."؟

السؤال:
ما صحة هذا الحديث: عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله ﷺ: إن العبد ليموت والداه أو أحدهما وإنه لهما لعاق فلا يزال يدعو لهما ويستغفر لهما حتى يكتبه الله بارًا ما صحة هذا الحديث بارك الله في علمكم ونفع بكم؟ والحديث ورد في نصيحة المسلمين، وفي صفحة رقم ثلاثمائة وثلاثة وستين.

الجواب:
لا أعرف حال هذا الحديث ولا أدري عن صحته، ولكن المعنى صحيح، فإن الدعاء لوالديه والاستغفار لهما والصدقة عنهما من جملة البر بعد الموت، ولعل الله يخفف عنه بذلك ما سبق من عقوق مع التوبة الصادقة، فعليه أن يتوب إلى الله إذا كان عاقًا لهما، عليه أن يتوب إلى الله ويندم على ما فعل، ويقلع من ذلك ويكثر من التوبة والاستغفار والدعاء لهما بالرحمة والعفو والمغفرة، مع الإكثار من الصدقة عنهما، فإن هذا كله مما شرعه الله جل وعلا في حق الولد لوالديه، ثبت عنه ﷺ أنه سأله قال: هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به بعد وفاتهما؟ قال النبي ﷺ: نعم. الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما.
هذا كله من برهما بعد الموت، والصلاة عليهما معناها: الاستغفار والدعاء، الصلاة عليهما، يعني: الدعاء لهما، ومن ذلك صلاة الجنازة.
والاستغفار لهما؛ طلب المغفرة، يدعو لهما بالمغفرة، وإنفاذ عهدهما يعني: وصاياهما، إذا أوصيا بشيء لا يخالف الشرع من برهما أن ينفذ الوصية الموافقة للشرع.
وإكرام صديقهما، أصدقاء والديه يكرمهما ويحسن إليهما ويراعي حقوق الصداقة بينهم وبين والديه، كل هذا من بر والديه، وإذا كان الصديق فقيرًا واساه، وإن كان غير فقير اتصل به للسلام عليه والسؤال عن حاله، استصحابًا للصداقة التي بينه وبين والديه، إذا كان ذلك الصديق ليس ممن يستحق الهجر.
كذلك صلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، كالإحسان إلى أخواله وأعمامه وأقاربه من جهة الأب ومن جهة الأم، سوى الأعمام والأخوال، كل هذا من بر الوالدين. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا.
فتاوى ذات صلة