حكم الذبح لغير الله

السؤال: وهذا سؤال من سائل في سوريا يقول: هل الذبح لغير الله يجوز؛ لأن عندنا ناس يذبحون لرجل اسمه مجلي وعندما نقول: من هو مجلي؟ يقولون: إنه نبي من أنبياء الله أفيدونا في ذلك بارك الله فيكم؟

الجواب: الذبح لغير الله منكر عظيم وهو شرك أكبر سواء كان ذلك لنبي أو ولي أو كوكب أو جني أو صنم أو غير ذلك؛ لأن الله يقول سبحانه: قُلْ إِنَّ صَلاتِي [الأنعام:162] يعني: قل يا محمد صَلاتِي وَنُسُكِي [الأنعام:162] يعني: ذبحي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ۝ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ [الأنعام:162-163]، فأخبر سبحانه أن الذبح لله كما أن الصلاة لله فمن صرف الذبح لغير الله فهو كمن صلى لغير الله يكون شركًا بالله عز وجل وهكذا يقول سبحانه: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ۝ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ [الكوثر:1-2]، فالنحر والصلاة عبادتان عظيمتان فمن صرف الذبح لأصحاب القبور أو للأنبياء أو للكواكب أو للأصنام أو للجن أو للملائكة فقد أشرك بالله كما لو صلى لهم أو استغاث بهم أو نذر لهم كل هذا شرك بالله ، والله يقول سبحانه: وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا [الجن:18] ويقول : وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56] ويقول سبحانه: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ [الإسراء:23] فالعبادة حق الله، والذبح من العبادة، وهكذا الاستغاثة من العبادة، هكذا الصلاة من العبادة، وثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: لعن الله من ذبح لغير الله رواه الإمام مسلم في صحيحه من حديث علي ، فعليكم أن تنكروا على هؤلاء وأن تعلموهم أن هذا شرك أكبر، وأن الواجب عليهم ترك ذلك، فليس لهم أن يذبحوا لغير الله كما أنه ليس لهم أن يصلوا لغير الله، وهذا من باب التعاون على البر والتقوى ومن باب إنكار المنكر ومن باب الدعوة إلى الله وإخلاص العبادة لله، ومن باب التوحيد الذي يجب أن يكون لله وحده ، وهذا واجب أهل العلم وواجب طلبة العلم وواجب أعيان المسلمين أن يتعاونوا على البر والتقوى وأن ينكروا في الشرك على من فعله حتى يظهر التوحيد وحتى يقضى على أسباب الشرك، نسأل الله للجميع التوفيق والهداية. نعم.
المقدم: جزاكم الله خير.

فتاوى ذات صلة