حكم رفع اليدين في الدعاء ومسح الوجه بهما

السؤال:

أسألكم عن رفع اليدين للدعاء، وأن نمسح بهما الوجه، هل ذلكم جائز؟ 

الجواب:

رفع اليدين من أسباب الإجابة، إذا دعا، ورفع يديه هو من أسباب الإجابة، وإن مسح بهما وجهه؛ فلا حرج، لكن الأحاديث الصحيحة ليس فيها مسح، فإذا ترك ذلك فهو أولى، وإن مسح؛ فلا حرج؛ لأنه ورد في ذلك أحاديث فيها ضعف، وقال الحافظ فيها -رحمه الله- في بلوغ المرام: إنها بالمجموع تكون من باب الحسن، فهذا القول يتوجه به العمل بها ........ إذا مسح فلا حرج، إن شاء الله.

لكن فيما نعلم من الأحاديث الصحيحة التي جاءت في الصحيحين وغيرهما ليس فيها المسح، وقد استسقى النبي ﷺ على المنبر، وفي المصلى، ولم ينقل أحد أنه مسح يديه.. رفعهما في الدعاء، ولم ينقل أحد -فيما أعلم- أنه مسح وجهه بيديه، عليه الصلاة والسلام.

فالحاصل: أن المسح لا بأس به، لكن تركه أولى إلا لمن اعتقد سنيته اعتضادًا بصحة الأحاديث، أو حسنها ...  والحاصل في هذا أن رفع اليدين سنة في الدعاء، إلا في أوقات ما رفع فيها النبي ﷺ مثل بعد السلام من الفريضة ما كان يرفع يديه ﷺ فلا يسن الرفع، مثل خطبة الجمعة، أو خطبة العيد لا يرفع فيها؛ لأن الرسول ما رفع فيها في دعائه -عليه الصلاة والسلام- لكن لو استسقى يستحب رفع اليدين، أو دعا في أوقات أخرى دعا ربه يرفع يديه، أو بعد النافلة رفع يديه، لا حرج في ذلك؛ لأن جنس الرفع مستحب، وهو من أسباب الإجابة لقوله ﷺ: إن ربكم حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه أن يردهما صفرًا وهو حديث حسن، لا بأس به، وفي حديث آخر رواه مسلم في الصحيح يقول فيه النبي ﷺ: إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبًا قال في آخره: ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب! يا رب! ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك؟!.

فهذا معناه: أن رفع اليدين من أسباب الإجابة، لكن منع الإجابة تعاطيه الحرام، نعوذ بالله.

فالحاصل: أن رفع اليدين سنة في الدعاء، ومن أسباب الإجابة إلا في المواضع التي وقعت في عهد النبي ﷺ ولم يرفع فيها، مثل بعد الفريضة، مثل خطبة الجمعة، مثل خطبة العيد، مثل الجلسة بين السجدتين لا يرفع فيها، مثل الجلسة في آخر الصلاة قبل السلام إذا دعا لا يرفع؛ لأن الرسول ﷺ ما رفع فيها بالدعاء.

المقدم: جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم. 

فتاوى ذات صلة