التعريف بالشيخ محمد بن عبدالوهاب ودعوته

السؤال:

المستمع محمود عبدالقادر رديالوا سنغالي ومقيم في جامبيا يقول: أرجو أن تحدثونا عن الشيخ محمد بن عبدالوهاب، وعن دعوته، وعن سيرته، وأبرز مؤلفاته جزاكم الله خيرًا. 

الجواب:

الشيخ محمد -رحمه الله- إمام كبير، وعلامة شهير، من الله عليه بالفقه في الدين، والبصيرة في علوم الشريعة، ولا سيما العقيدة الصحيحة -عقيدة أهل السنة والجماعة - وكان ذلك في وسط القرن الثاني عشر، تعلم على علماء بلده، وسافر إلى مكة والمدينة، وأخذ عن بعض علمائهما.

ثم رجع إلى بلده الدرعية، ورأى أن الناس ... التعلق بالأموات والقبور والشجر والحجر، ففتح الله عليه، ومن عليه بالقوة والصبر، فدعا إلى الله، وأرشد الناس إلى توحيد الله، وعلمهم أن التعلق بالقبور والأشجار والأحجار والاستغاثة بها شرك أكبر، وصبر على ذلك، وعاداه كثير من أهل زمانه، ولكن الله نصره عليهم، وتابعه جم غفير من أهل العلم والبصيرة من أقاربه وغيرهم، فصارت دعوته فتحًا عظيمًا على المسلمين، ورحمة من الله لعباده في هذه الجزيرة العربية، وكانت دعوته أولًا في الحريملاء.

ثم انتقل إلى العيينة كلها قرى .... متقاربة، ومكث في .... مدة أيضًا عند أميرها عثمان بن معمر يدعو إلى الله، ويعلم الناس شريعة الله، ويحذرهم من الشرك بالله، وعبادة غيره، وكانت قبة زيد بن الخطاب في الجبيلة معظمة، تدعى من دون الله، كان يدعى من دون الله ويعبد؛ لأنه قتل في يوم اليمامة في قتال مسيلمة، وصار الناس يعظمون قبره، ويدعونه من دون الله، وعليه بنية، فأعان الله الشيخ، وذهب بجماعة من العيينة، وهدموا تلك القبة، وبين للناس أن هذا لا يجوز، وأن البناء على القبور لا يجوز، وأن دعاء الميت، والاستغاثة به لا يجوز، ولم يزل في الدعوة إلى الله، وإرشاد الناس إلى توحيد الله، وإلى ما شرعه الله من الأوامر، وإلى ترك ما حرم الله من المعاصي، من الزنا والسرقة والربا وشرب المسكرات إلى غير ذلك.

وتابعه على ذلك جم غفير من العلماء من أبنائه، وأقربائه وغيرهم، فهو بحمد الله نعمة من الله، فتح الله به القلوب، وفتح الله به البلاد؛ حتى دخل الناس في دين الله أفواجًا بعدما اتضحت لهم الدعوة، وقام آل سعود وناصروه، وعلى رأسهم الإمام محمد بن سعود الأمير في زمانه، فإنه كان بالعيينة أولًا، ثم صار بينه وبين عثمان بن معمر بعض الشيء، فخرج من العيينة إلى الدرعية، وتلقاه الأمير محمد بن سعود أمير الدرعية، وبايعه على النصرة والجهاد؛ فوفى له بذلك، الأمير محمد وفى بما قال، وتساعدا في الدعوة، وقام سوق الجهاد في سبيل الله؛ حتى أظهر الله الحق، ونصر الحق، ودخل الناس في دين الله أفواجًا، وانتشرت الدعوة في هذه الجزيرة. 

ثم فتح الله على آل سعود مكة والمدينة، وأظهرا فيها العقيدة الصحيحة، وهدما ما على القبور من البنايات، من القباب وغير ذلك في مكة والمدينة، وأوضحوا للناس حقيقة التوحيد، وكان فتح مكة والمدينة على آل سعود بعد موت الشيخ -رحمه الله- في السنة الثامنة عشرة من الهجرة، بعد القرن الثاني عشر ... عام ثماني عشرة ومائتين وألف، وكان الشيخ توفي رحمه الله سنة ست ومائتين.

والمقصود: أن دعوة الشيخ محمد دعوة سلفية، دعوة صحيحة، وهو إمام محقق، فتح الله عليه في هذا الباب، ودعا إلى الله، وأرشد إلى الله، وصبر على الأذى، وعلى معاداة من عاداه من أقاربه وغيرهم؛ حتى نصره الله عليهم، وحتى أظهر الله الحق على يديه، ثم على يدي أبنائه بعده، وعلى يدي الأمراء من آل سعود، فجزاهم الله جميعًا خيرًا، ورحمهم رحمة واسعة، وضاعف لهم المثوبة.

ولم تزل هذه الدعوة -بحمد الله- قائمة على يدي آل الشيخ، وآل سعود، وعلى يدي العلماء، علماء الشريعة علماء العقيدة، من علماء الجزيرة، يدعون إلى الله، ويعلمون الناس دين الله.

وهكذا انتشرت في خارج الجزيرة في الشام والعراق ومصر وفي الهند وغيرها، نقلها العلماء إلى هذه البلدان، ونفع الله بها من شاء من العباد، وذلك بتوفيق من الله، ورحمة من الله لمن نقلها، ولمن نقلت إليه.

وهو -رحمه الله- صبور على الأذى، وهكذا أتباعه صبروا كثيرًا، وأوذوا كثيرًا، وقتل من قتل من أتباعه، ولكنهم لم يتأخروا عن جهاد أعداء الله، ولم يتأخروا عن الدعوة، فصبروا، وجاهدوا حتى فتح الله عليهم بلاد الجزيرة ..... النجدية كلها، وهكذا فتح الله عليهم الحجاز، الحرمين وبقية بلاد الحجاز، كل ذلك من فضل الله عليهم، من فضل الله عليهم لما نصروا دينه، وأرشدوا العباد إلى ما يجب عليهم، وصبروا على الأذى، فتح الله عليهم، ونفع الله بدعوتهم، وانتشرت أيضًا في اليمن هذه الدعوة، وانتفع بها الكثير من اليمن.

وله من المؤلفات رسائل كثيرة جمعت في مجموع الرسائل والفتاوى مجتمع المسمى السنية المطبوع الموزع بين الناس، وله كتاب التوحيد كتاب عظيم، ألفه في أول الدعوة، وانتشر، وله ثلاثة الأصول، والقواعد الأربع، كتاب صغير مفيد جدًا، وله أيضًا كشف الشبهات، أوضح فيها بطلان الشبهات التي تشبث بها أعداء الله من عباد الأوثان، وله كتاب في الصلاة والزكاة والصيام، المسمى آداب المشي إلى الصلاة، وله رسائل كثيرة -رحمه الله- طبعت في المجموع الذي سمعت.

المقدم: الذي هو الدرر؟

الشيخ: السنية نعم.

المقدم: بارك الله فيكم، هل هذا الكتاب منتشر في كل مكان سماحة الشيخ؟

الشيخ: نعم مطبوع ... توزعه الحكومة، توزعه دار الإفتاء ... سابقًا، وتوزعه وزارة الشؤون الإسلامية أيضًا.

المقدم: هل هو منتشر على نطاق تجاري؟

الشيخ: نعم منتشر، يوزع منذ مدة طويلة في الداخل والخارج، نعم.

المقدم: بارك الله فيكم، من أراد شراءه يتمكن سماحة الشيخ؟

الشيخ: يبيعونها أولاد الشيخ ..... أولاده يبيعونه، ودار الإفتاء توزعه، والآن انتقل التوزيع إلى وزارة الشئون الإسلامية التي يقوم عليها معالي الوزير الدكتور عبد الله بن عبدالمحسن التركي .... نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم. 

فتاوى ذات صلة