تفسير قوله تعالى: (أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ ...)

السؤال: جزاكم الله خيراً، الرسالة التالية وصلت إلى البرنامج من العراق وباعثها أخونا: مصطفى محمد كاكاو ياسين أخونا يسأل عن قول الحق تبارك وتعالى: أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ [الأعراف:99]؟
الجواب: على ظاهرها: أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ [الأعراف:99].

الجواب: على ظاهرها: أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ [الأعراف:99].
المقصود من هذا التحذير من مكر الله سبحانه وتعالى، ومكر الله كونه يملي لهم ويستدرجهم بالنعم والخيرات وهم مقيمون على معاصيه وعلى خلاف أمره فهم جديرون بأن يؤخذوا على غرة ويعاقبون على غرة بسبب غفلتهم عن الله وإقامتهم على معاصيه وأمنهم من عقابه وغضبه.
فالمعنى: احذروا ذلك، المعنى احذروا هذا الأمن وابتعدوا عنه، فالأمن من مكر الله خطر عظيم والقنوط من رحمة الله خطر عظيم، فالواجب ألا يقنط وألا يأمن بل يكون المؤمن في سيره إلى الله بين الخوف والرجاء فلا يقنط وييئس، ولا يأمن مكر الله وعقوبته ويخلد إلى البطالة والمعاصي ولكن يجب أن يكون بين ذلك، يسير إلى الله في هذه الدار ويعمل في هذه الدار بين الخوف والرجاء، فيذكر عظمته وشدة عقابه لمن خالف أمره فيخافه ويخشاه سبحانه وتعالى، ويذكر عظيم رحمته وحلمه وعظيم جوده وكرمه فيرجو إحسانه سبحانه وتعالى، ويرجو كرمه وجوده فهو بين هذا وهذا، بين الخوف والرجاء حتى يلقى ربه سبحانه وتعالى، أما الآمن الغافل المعرض الذي لا يخشى الله ولا يخشى عقابه بل هو ساه لاه في معاصيه وغفلاته فهذا على خطر أن يؤخذ على غرة فيخسر الدنيا والآخرة نعوذ بالله، يعني على خطر يؤخذ على معاصيه وعلى غير توبة فيخسر الدنيا والآخرة ويبوء بالنار والعذاب الأليم نعوذ بالله من النار، نسأل الله السلامة. نعم.
فتاوى ذات صلة