هل يستوي أجر القراءة من المصحف مع القراءة غيبًا؟

السؤال:

هل درجة الثواب لقارئ القرآن نظرًا أو غيبًا تستوي في الأجر، أو لا؟ 

الجواب:

الأجر ما هو على حسب القراءة، الأجر على حسب الإقبال على القرآن، والخشوع فيه والتدبر، فإن قرأت نظرًا أو حفظًا فهو على خير عظيم، إذا أراد به وجه الله، لكن يختلف الثواب، فالقراءة مع التدبر والتعقل والخشوع، والحرص على الفائدة أفضل بكثير من القراءة العادية. 

سواء نظرًا أو حفظًا، فينبغي للقارئ أن يركز على التدبر والتعقل والإخلاص لله في القراءة، وقصد الفائدة، وبهذا يحصل له الأجر العظيم، والفائدة الكبيرة، سواء قرأ من المصحف، أو قرأ عن ظهر قلب.

المقدم: إذًا: ليست العبرة بكون القارئ يقرأ غيبًا أو نظرًا؟

الشيخ: نعم، العبرة بالإقبال على القراءة والتدبر، والاستفادة من القراءة، والعناية بها، وأن يقرأ كما ينبغي من غير لحن ولا تساهل، نعم.

المقدم: على قدر استطاعته؟

الشيخ: على قدر استطاعته فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16].

المقدم: جزاكم الله خيرًا، الفائدة إذًا التي تركزون عليها سماحة الشيخ، والتي يجب أن يستفيد منها قارئ القرآن هي؟

الشيخ: يركز على التدبر، يقول الله -جل وعلا-: كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ [ص:29] ويقول سبحانه: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا [محمد:24] فأنا أدعو كل مؤمن وكل مؤمنة إلى العناية بالقراءة والتدبر، يقرأ مع التدبر والقلب حاضر، يتدبر ما يقرأ، إذا مرت به الآيات التي فيها الجنة سأل الله الجنة، وفرح بهذا الشيء، وتدبر هذا الشيء، وإذا مرت آيات النار كذلك استعاذ بالله من النار، وخاف منها، وحصل لقلبه وجل من ذلك، يتدبر إذا مرت به أسماء الله عظمها، وأثنى عليه سبحانه وسبحه سبحانه، إذا مرت عليه القصص يعتبر بالقصص، قصص الأنبياء، ومن مضى هكذا، يعتني يتدبر حتى يستفيد.

المقدم: جزاكم الله خيرًا.

المقدم: العمل بما يعلم من القرآن الكريم سماحة الشيخ، هل يترتب الأجر على ذلك أو لا؟

الشيخ: الأجر عظيم إذا عمل، ولكن يختلف إن كان واجبًا وجب عليه العمل، وإن كان مستحبًا استحب له العمل، مثل وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ [البقرة:43] هذا واجب عليه أن يقيم الصلاة، وعليه أن يؤتي الزكاة، حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ [البقرة:238] هذا واجب فرض، عليه أن يحافظ، وعليه أن يقيم الصلاة، ويؤديها بطمأنينة ويحسن الصلاة ويؤدي الزكاة، هذا من أهم الفروض.

أما إذا كان مستحبًا، مثل ذكر الله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا ۝ وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا [الأحزاب:41-42] عليه أن يجتهد؛ لأن هذا مستحب ما هو بواجب، فكونه يكثر من ذكر الله، ويسبحه بكرة وأصيلًا، هذا مستحب وليس بواجب وأشباه ذلك، الله يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا ۝ وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا [الأحزاب: 41-42] ويقول -جل وعلا-: فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا [الجمعة:10] كل هذا على سبيل الاستحباب.

فالحاصل: أن التدبر والتعقل مطلوب ومشروع، ثم العمل مشروع ومطلوب، لكن إن كان الأمر فريضة وجب عليه، كالمحافظة على صلاة الفريضة، إقامة الصلاة، أداء الزكاة، تجنب الربا، وما أشبه ذلك، وإذا كان الشيء مستحبًا مثل الإكثار من ذكر الله فعل المستحب، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا.

المقدم: إذًا: يكون الحرف بعشر حسنات، إذا عمل المرء بما علم من القرآن الكريم؟
الشيخ: لا، ولو ما عمل، القراءة القراءة كل حرف بحسنة، والحسنة بعشر أمثالها، للقراءة أما العمل فله أجر آخر، القراءة مستحبة، وعمل صالح، والحرف بحسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لكن إذا كان مع العمل صار أجر آخر للعمل، إذا كان يقرأ المسلم ولكن ما تدبر يكون له الأجر هذا، لكن إذا تدبر يكون أجره أعظم، والعمل واجب عليه في الواجبات، مستحب في المستحبات، سواء قرأ وإلا ما قرأ.

المقدم: جزاكم الله خيرًا.

فتاوى ذات صلة